وجه مصري قديم.. متحف أمستردام يعرض قطعة نادرة من غطاء تابوت
يعرض متحف أمستردام قطعة أثرية مصرية نادرة تسرد فصلًا من فصول التاريخ القديم، متمثلة في جزء من وجه وشعر مستعار لتابوت على هيئة إنسان، يعود إلى عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة، وهو أحد أكثر العصور ازدهارًا في الحضارة الفرعونية.
متحف أمستردام يعرض قطعة نادرة من غطاء تابوت
والقطعة الأثرية، المسجلة تحت رقم APM 4076، هي جزء من غطاء تابوت حجري خشبي، وقد نُفذت بدقة فنية عالية وباستخدام تقنيات التلوين والطلاء التي اشتهرت بها مصر القديمة.
ويتميز الوجه بطابع مثالي دائري، وعيون واسعة، وأنف عريض نسبيًا، وهي ملامح تجسد ما كان يُعد من معايير الجمال والكمال في ذلك الوقت.

أما الشعر المستعار، وهو الجزء العلوي المحفوظ من الباروكة، فقد زُين بشكل دقيق بشريطين متقاطعين بنمط مربعات، تتخللهما صفّان من البتلات المزخرفة، مما يعكس اهتمام المصريين القدماء بالتفاصيل والرمزية في تصويرهم الجنائزي، وطُلي الشعر باللون الأزرق تتخلله خطوط سوداء، ما يرمز غالبًا إلى الصفاء والقداسة.
وما يلفت النظر في هذه القطعة هو وجود قرص الشمس المجنح مرسومًا على قمة الشعر، وهو رمز قوي للحماية الإلهية، ارتبط بالإله رع وتجلياته المختلفة، وغالبًا ما كان يُستخدم لحماية المتوفى في العالم الآخر.
ورغم أن مكان الاكتشاف الأصلي لهذه القطعة غير معروف، فإنها تظل واحدة من القطع المميزة التي تسلط الضوء على الفن الجنائزي المصري وطقوس الاعتقاد بالبعث والحياة بعد الموت. يبلغ ارتفاع القطعة 41.5 سم، وعرضها 41 سم، وعمقها 16.2 سم، وهي مصنوعة بالكامل من الخشب المطلي.
وتعكس هذه القطعة الفريدة التفاعل العميق بين الفن والدين في مصر القديمة، وتؤكد استمرار الإعجاب العالمي بالحضارة المصرية، حتى من خلف جدران المتاحف الأوروبية.


