اختبار جيني جديد يكشف خطر الإصابة بالسمنة قبل عقود من ظهورها
توصل فريق بحثي دولي يضم أكثر من 600 عالم إلى إمكانية التنبؤ بخطر الإصابة بالسمنة من خلال اختبار جيني جديد، قد يكشف هذا الخطر حتى في مرحلة الطفولة المبكرة، وقبل عقود من تطور الحالة.
اختبار جيني جديد يكشف مبكرًا خطر الإصابة بالسمنة
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، اعتمد الباحثون على تحليل بيانات وراثية تم جمعها من نحو 5.1 مليون شخص حول العالم، في أكبر دراسة من نوعها، وطوروا ما يُعرف بـ مقياس الخطر متعدد الجينات، الذي يقيس الاستعداد الوراثي للإصابة بالسمنة من خلال توقع مؤشر كتلة الجسم BMI في مرحلة البلوغ، حتى لدى الأطفال بعمر خمس سنوات.
وقالت روث لوس من مركز أبحاث الأيض في جامعة كوبنهاجن، والمشاركة في الدراسة: الطفولة تمثل أفضل مرحلة للتدخل الوقائي، وأكدت أن المقياس الجديد أثبت فعاليته في التنبؤ بخطر السمنة بدرجة تضاعف ما توفره أدوات التقييم التقليدية في العيادات، والتي تعتمد على نمط الحياة والعوامل الصحية.
العوامل الوراثية
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للسمنة يميلون أيضًا لاستعادة الوزن بعد فقدانه من خلال الحمية والرياضة، أكثر من غيرهم، ومع ذلك، أكد الباحثون أن العوامل الوراثية وحدها لا تفسر خطر السمنة بالكامل، إذ تلعب عوامل بيئية وسلوكية مثل النظام الغذائي، النشاط البدني، والموقع الجغرافي دورًا محوريًا.
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 100 مليون بالغ في الولايات المتحدة أي ما يعادل 40% يعانون من السمنة، في ظل تزايد ملحوظ للحالات بين فئة المراهقين مقارنة بتسعينيات القرن الماضي.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Medicine، وتضمنت مشاركين من أصول متنوعة، إلا أن الغالبية كانوا من أصول أوروبية 71%، مما يدفع الباحثين إلى التأكيد على الحاجة لمزيد من الدراسات لدى مجموعات عرقية أخرى، لا سيما من أصل إفريقي، لضمان فعالية المقياس عبر جميع الفئات.
خطر الإصابة بـ السمنة
وبالرغم من أهمية التقييم الوراثي، شدد الأطباء على أن السلوكيات والعوامل البيئية تبقى حاسمة، وقال الدكتور روي كيم من كليفلاند كلينك للأطفال: الوصول إلى طعام صحي، وممارسة الرياضة، والمعرفة الغذائية، كلها عناصر مؤثرة في خطر الإصابة بالسمنة.
وأكدت الدراسة أن الأطفال الذين يمتلكون درجات جينية مرتفعة شهدوا زيادة أسرع في مؤشر كتلة الجسم منذ سن عامين ونصف، وفي الوقت نفسه، فقد هؤلاء وزنًا أكبر في أول عام من التدخلات الصحية، لكنهم كانوا أكثر عرضة لاستعادته لاحقًا.
وقال الدكتور جويل هيرشهورن، المشارك في إعداد الدراسة وأستاذ طب الأطفال وعلم الوراثة بمستشفى بوسطن للأطفال: نتائجنا تقربنا كثيرًا من استخدام علم الوراثة كأداة تنبؤية ذات قيمة حقيقية في مواجهة السمنة.


