دراسة: نكهات السجائر الإلكترونية قد تُسبب الإدمان لدى المراهقين حتى دون نيكوتين
رغم الاعتقاد السائد، بأن السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين تمثل خيارًا أكثر أمانًا، كشفت دراسة علمية جديدة عن مفاجأة مقلقة، بعض نكهات هذه المنتجات قد تكون بحد ذاتها مسببة للإدمان، خاصة لدى المراهقين.
والدراسة، التي أجريت على فئران مراهقة في جامعة مارشال الأمريكية، وجدت أن التعرض لبخار بعض النكهات، مثل الفانيليا والكرز والمنثول، أدى إلى تحفيز مناطق في الدماغ مسؤولة عن المكافأة والمتعة، ما يعزز سلوكيات تشبه الإدمان.
الفانيليا أخطر مما تبدو
من النتائج اللافتة أن نكهة الفانيليا وحدها، حتى دون أي نسبة نيكوتين، كانت كافية لتحفيز النشاط في النواة المتكئة، وهي منطقة رئيسية في الدماغ مرتبطة بالسلوك الإدماني.
وقال الباحثون، هذا يشير إلى أن بعض النكهات الصناعية المستخدمة في السجائر الإلكترونية قد تؤثر على النظام العصبي بنفس طريقة المواد المسببة للإدمان.
وفي المقابل، لم تُظهر نكهة الكرز بدون نيكوتين نفس التأثير القوي، ما يعكس تفاوت الاستجابة بين النكهات المختلفة.
تهديد خفي لنمو الدماغ
البروفيسور براندون هندرسون، أحد القائمين على الدراسة، حذر من أن النكهات قد لا تكون بريئة كما تبدو، مشيرًا إلى أن بعض مركبات النكهة، مثل مركبات الفانيليا والتفاح الأخضر، تُظهر قدرة على التأثير على مستقبلات دماغية حساسة، هي نفسها التي "يخطفها" النيكوتين أثناء تكوين الإدمان.
وتابع: هذه النتائج تثير قلقًا بالغًا، لأنها تؤكد أن التعرض لنكهات معينة يمكن أن يُعدّل نظام المكافأة في الدماغ حتى في غياب النيكوتين، ما يفتح الباب أمام الإدمان السلوكي لدى فئة عمرية حرجة.
معادن سامة في أجهزة الاستخدام الواحد
ليست النكهات وحدها ما يدعو للقلق، فقد أظهرت أبحاث إضافية أن بعض أجهزة السجائر الإلكترونية خاصة القابلة للتخلص تطلق كميات خطيرة من المعادن السامة مثل، الرصاص والنيكل، بمستويات قد تتجاوز ما تُصدره 20 سيجارة تقليدية يوميًا.
وحذر الباحثون من أن التعرض المستمر لهذه المعادن قد يؤدي إلى تلف في الدماغ والرئة، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وهو ما يجعل السجائر الإلكترونية أبعد ما تكون عن البديل الآمن.


