بتحديد معايير للمتبرعين.. أمريكا تطلق إصلاحات واسعة في نظام زراعة الأعضاء
أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية عن بدء تنفيذ إصلاحات شاملة في نظام زراعة الأعضاء، عقب كشف تحقيق رسمي عن محاولات جرت لاسترجاع أعضاء من مرضى أظهروا علامات على الحياة، في تجاوز خطير للبروتوكولات الطبية المعتمدة.
إصلاحات واسعة في نظام زراعة الأعضاء في أمريكا
وحسب ما نشرته صحيفة رويترز، أجرت إدارة الموارد والخدمات الصحية (HRSA)، التابعة للوزارة، تحقيقًا موسعًا شمل 351 حالة تم فيها التصريح بالتبرع بالأعضاء دون أن تكتمل الإجراءات. وكشف التحقيق أن 73 من هؤلاء المرضى أظهروا علامات عصبية لا تتوافق مع معايير التبرع بالأعضاء، فيما رجّحت البيانات أن 28 مريضًا على الأقل ربما لم يكونوا قد فارقوا الحياة فعليًا عند بدء إجراءات استرجاع الأعضاء.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن التحقيق أظهر أيضًا وجود تقييمات عصبية غير دقيقة، وإشكاليات في الحصول على موافقات التبرع، بالإضافة إلى تصنيفات خاطئة لأسباب الوفاة في عدد من الحالات.
وفي استجابة لذلك، وجهت الوزارة تعليمات للشبكة الوطنية لاستخراج وزراعة الأعضاء (OPTN) بضرورة إخطار الجهات التنظيمية بأي حالات توقف لعمليات التبرع بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، سواء صدرت هذه التحذيرات عن العائلات أو المستشفيات أو الطواقم الطبية في منظمات استخراج الأعضاء.
الإجراءات التصحيحية لزراعة الأعضاء في أمريكا
كما هددت إدارة الموارد والخدمات الصحية بإلغاء اعتماد منظمة شبكة الأمل (Hope Network)، وهي جهة ممولة فيدراليًا مسؤولة عن شراء الأعضاء في ولايات مثل كنتاكي وجنوب غرب أوهايو وأجزاء من غرب فرجينيا، إذا لم تلتزم بإجراءات تصحيحية عاجلة.
وقال باري ماسا، الرئيس التنفيذي لـ شبكة الأمل: نتطلع إلى التعاون الكامل مع وزارة الصحة وإدارة الموارد الصحية، وندعم وضع سياسات جديدة تساهم في تطوير وتحسين نظام زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة.
وتشمل الإجراءات التصحيحية المطلوبة مراجعة الأسباب الجذرية لعدم الالتزام بالبروتوكولات الداخلية، وتحديث السياسات الخاصة بتحديد معايير أهلية المتبرعين، بالإضافة إلى اعتماد آلية تتيح لأي فرد من الفريق الطبي إيقاف عملية التبرع فورًا إذا ظهرت مخاوف تتعلق بسلامة المرضى.
يُذكر أن منظمات التبرع بالأعضاء هي جهات غير ربحية تتولى مسؤولية استرجاع الأعضاء من المتبرعين المتوفين لاستخدامها في عمليات الزراعة، وتخضع لرقابة صارمة لضمان التزامها بالمعايير الأخلاقية والطبية، ويأتي هذا التحرك الرسمي بعد الكشف عن حالات أُجريت فيها محاولات مبكرة لاسترجاع أعضاء من مرضى ما زالوا يُظهرون مؤشرات على الحياة.
