على مشارف الـ 80 عامًا.. جدة لأكثر من 11 حفيدًا تحقق حلمها وتمحو أميتها: لو بإيدي هرجع الزمن
«كل ما يقولوا فيه محو أمية ببقى عايزه أروح بس بتكسف من سني.. العمر جري بيا وانشغلت في تربية بناتي وهما شهادتي» بتلك الكلمات بدأت السيدة فاطمة علي ذات الـ76 عامًا، لسرد حكايتها مع محو الأمية، بعد تجاوزها الامتحان وتحقيقها لحلمها، في إطار مبادرة «لا أمية مع تكافل» التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي تحت إشراف الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي والتي تستهدف محو أمية أسر برنامج «تكافل».
وخلال حديثها مع القاهرة 24، أوضحت السيدة التي تزحف نحو الـ 77 عامًا من عمرها، أنها ألتحق بالمدرسة في صغرها وتركتها في الصف الساس الابتدائي، بعد وفاة والدها وهي في سنوات عمرها الأولي، ولم يكن لدى الأسرة ما يكفي لإكمال تعليمها، وتزوجت بعدها بنحو عامين وهي تقترب من الـ 15 ربيعًا من عمرها.

وبلكنة صعيدية يتجلى فيها الرضا، تقول ابنة أسوان: «تزوجت حتى من غير مأذون.. تزوجت بالفاتحة لصغر سني وبعدها كتبنا الكتاب.. اتحرمت من التعليم بسبب البيت وتربية عيالي انشغلت بهم.. الحمد لله بقوا هم تعليمي وعيالي شهاداتي»، وعلى الرغم من انشغالها في تربية الأبناء طوال سنوات عمرها لم يغادر ذهنها تعليم القراءة والكتابة وحلم عمرها بختم القرآن الكريم، مردفة: «كنت أمسك المصحف وأحاول أقرأ اللي أقدر عليه والباقي أقعد أستهجا فيه».
وأضافت: كل ما يقولوا فيه محو أمية ببقى عايزة أروح بس بتكسف من سني وما بروحش.. لحد ما حفيدتي أخدتني قالت لي تروحي محو الأمية، قولت لها يالا الباقي في العمر مش كتير.. كنت أتعلم في البيت ويوم الامتحان روحت المركز وامتحنت».

وعن شعورها لحظة اجتيازها امتحان محو الأمية، تصف إياه بأنه شعور لا يوصف، مزيج ما بين الفرحة والندم على سنوات عمرها التي قضتها في ظلام الأمية، قائلة: «احساسي وفرحتي بمسكة القلم ماتتوصفوش.. وافتكرت عمري اللي راح في الأمية كان زماني معايا بكالريوس».
واستطاعت السيدة محو أميتها في 4 أشهر تقريبًا، والأن بعد اجتيازها الامتحان، أصبحت تنتظر عودة أحفادها الصغار الذين يتعدى عددهم الـ 11 حفيدًا من المدرسة، لتطالع الكتب والمجلات معهم وتقرأ، مضيفة: «بقيت بقول لبناتي يسيبوا العيال الصغيرين يمسكوا القلم ويتعلموا يمسكوه، التعليم أهم حاجة في الدنيا.. ولو بإيدي هرجع الزمن وأتعلم وأخد شهادة جامعية».


