السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

وحش الجوع ينهش أهالي غزة.. مصائد الموت تقتل الجميع بالقطاع

غزة
أخبار
غزة
الخميس 24/يوليو/2025 - 05:07 م

بين أنقاض المنازل وأصوات القصف المتقطعة، تتصاعد صرخات جوع لا تهدأ من غزة، يصارع أصحابها من أجل البقاء، أجساد منهكة، ووجوه شاحبة، وأوانٍ فارغة لا تعرف الامتلاء، في مشهد يومي يعكس حجم المأساة في قطاع محاصر، يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء، وبينما تتزايد معدلات سوء التغذية، يتحول تأمين لقمة العيش إلى معركة يخوضها الكبار والصغار معًا، وسط صمت دولي وعجز أممي عن وقف النزيف الإنساني.

غزة حيث الوجع الذي لا ينتهي والجرح النازف الذي لا يندمل، تواجه وحيدة منذ أشهر أزمة غذائية غير مسبوقة، وبحسب برنامج الأغذية العالمي، بلغت أزمة الجوع في غزة مستويات غير مسبوقة، والناس يموتون بسبب نقص الغذاء والمساعدات، وهناك شخص من بين كل 3 من سكان قطاع غزة لا يتناول الطعام أيامًا، ونحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، وناشد برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي وكل الأطراف تسهيل إيصال المساعدات الغذائية للجائعين بالقطاع.

تعبنا وبنموت من الجوع.. بيكفي يا عالم

«كفاية يا عالم اللي حصل في غزة.. تعبنا وبنموت من الجوع»، بنبرة غاضبة تطلق الغزاوية عبير أبو رمضان صرخة نداء للعالم لإنقاذهم من وحش الجوع وحافة المجاعة، إذ أنها لم تتذوق رغيف الخبز منذ ما يزيد عن الشهر، حالها كحال أهالي قطاع غزة، ترجو العودة للحياة مرة أخرى.

وفي يأس وقلة حيلة، تقول السيدة الخمسينية، خلال حديثها مع القاهرة 24: «نعيش جحيم لا ينتهي.. نحلم بعودتنا للحياة مرة أخرى، نحن أصبحنا أجساد هزيلة بلا روح، من اليأس إحنا أصبحنا نعيش بلا روح، وبطلنا نتأمل اليأس مسيطر علينا.. ننتظر الموت في هدوء».


113 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية

وفي بيان عاجل لها، وأصبح معتاد مؤخرًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل مستشفيات قطاع غزة 12 حالة وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ 48 ساعة الماضية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 113 حالة وفاة.

الجوع يحصد أرواح الأطفال

أطفال غزة
أطفال غزة

71 طفلًا من أطفال القطاع لقوا حتفهم جراء سوء التغذية، وفقًا لبيان رسمي لوزارة الصحة الفلسطينية، التي أوضحت أن هناك نحو 600 ألف طفل دون 10 سنوات حياتهم مهددة بالموت بسبب سوء التغذية، من بينهم 60 ألف طفل من الرضع الذين حرموا من حليب الأطفال، و60 ألف سيدة حامل بدون تغذية مناسبة.

ووجهت الصحة الفلسطينية نداءً عاجلًا إلى ما تبقى من الضمائر الحية، إذ يموت أطفال غزة جوعًا، وكل لحظة تمر دون دواء أو غذاء ثمنها حياة طفل أو مرأة أو شاب ومسن في قطاع غزة، محذرة: لم يعد هناك وقت لوصف حالة الجوع في غزة.. غزة تنتظر حالات وفيات جماعية بسبب الجوع.. 2 مليون شخص يقتلهم الجوع في غزة وسط صمت دولي غير مسبوق».

منشور الدكتور أمجد عليوة 
منشور الدكتور أمجد عليوة 

حالة الجوع في القطاع شكلت ضغطًا آخر على المنظومة الصحية المستنزفة، فقد باتت الطواقم الطبية اليوم غير قادرة على مواصلة العمل وإتمام التدخلات الطبية الطارئة وهم يمضون ساعات ممتدة دون تناول وجبة طعام، وفقًا للصحة الفلسطينية، وهو حال الدكتور أمجد عليوة أخصائي الطوارئ بمستشفى الشفاء، الذي سرد في منشور له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حال الأطباء، قائلًا: مداوم من الساعة 8 الصبح لغاية بكرا الصبح.. وحتى الآن ما أكلنا أي شيء والوزارة ما جابت أي شيء ناكله.. حاليا مش قادرين نوقف من التعب والجوع، ومش قادر أفكر وأشخص المرضى اللي بيجوني.. كيف ممكن نشتغل ونعالج وإحنا هيك ؟!.

«الجوع يطرق كل باب في القطاع » جملة قالها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في الإحاطة التي قدمها أمام النقاش المفتوح رفيع المستوى في مجلس الأمن الدولي حول موضوع تعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال التعددية والتسوية السلمية للنزاعات، مردفًا: لا نحتاج إلى النظر أبعد من مشهد الرعب في غزة - بمستوى لا مثيل له من الموت والدمار في الآونة الأخيرة، سوء التغذية في ازدياد.. الجوع يطرق كل باب.. والآن نشهد الرمق الأخير لنظام إنساني قائم على المبادئ الإنسانية.. هذا النظام يُحرم من شروط العمل.. يُحرم من مساحة تقديم المساعدة، يُحرم من الأمان لإنقاذ الأرواح.. ومع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية وإصدار أوامر نزوح جديدة في دير البلح، يتراكم الدمار فوق الدمار.

غزة تواجه جوعًا كارثيًا

التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذاء « IPC » الصادر في مايو 2025، كشف في تقرير له، أن هناك أكثر من 1.95 مليون شخص، أي ما يزيد على 93% من سكان القطاع، يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وتحديدًا ضمن المراحل الثالثة إلى الخامسة، وهي مستويات تعني أزمة وصولًا إلى كارثة غذائية.

ويُواجه 470 ألف شخص في غزة جوعًا كارثيًا -المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي-، ويعاني جميع السكان من انعدام أمن غذائي حاد، كما يتوقع التقرير، بقلق، أن 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أم سيحتاجون إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد.

تابع مواقعنا