الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

دراسة: تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 17%

صورة تعبيرية
صحة وطب
صورة تعبيرية
الجمعة 25/يوليو/2025 - 10:55 ص

كشفت دراسة بريطانية جديدة عن وجود صلة قوية بين التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء وزيادة احتمالات الإصابة بالخرف، مما يعزز ما كان يُعتقد سابقًا عن تأثير العوامل البيئية على صحة الدماغ.

ووفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة The Lancet Planetary Health، فقد قام باحثون من جامعة كامبريدج بتحليل بيانات مأخوذة من 32 دراسة سابقة شملت أكثر من 29 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم، وتحديدًا من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأستراليا، مما أتاح للخبراء الخروج باستنتاجات أكثر دقة حول المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء.

الجسيمات الدقيقة أخطر الملوثات

وأشارت النتائج إلى أن أكثر أنواع التلوث تأثيرًا على خطر الإصابة بالخرف هي الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، والتي لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرون، إضافة إلى ثاني أكسيد النيتروجين والسخام الناتج عن احتراق الخشب وانبعاثات السيارات.

وأكد الفريق البحثي أن خطر الإصابة بالخرف يرتفع بنسبة 17% لكل 10 ميكروجرام/متر مكعب من التعرض طويل الأمد للجسيمات الدقيقة، في حين يزيد الخطر بنسبة 3% عند التعرض لنفس الكمية من ثاني أكسيد النيتروجين، وبنسبة 13% لكل 1 ميكروغرام/متر مكعب من السخام.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

وعلى الرغم من أن الدراسة اعتمدت على بيانات من دول ذات دخل مرتفع، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن المجتمعات المهمشة في البلدان النامية غالبًا ما تتعرض لتلوث أشد دون وجود أنظمة رصد أو حماية كافية، مما يجعلها في مواجهة مباشرة مع خطر مضاعف.

والدكتورة حنين خريس، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أوضحت أن الأدلة الجديدة تدعم بشكل متزايد الدعوات إلى تحسين جودة الهواء، مؤكدة أن الحد من تلوث الهواء لا يخدم فقط صحة الجهاز التنفسي، بل يشكل أيضًا عنصرًا مهمًا في الوقاية من تدهور الإدراك وأمراض مثل الزهايمر.

وتوقعت خريس أن يتضاعف عدد المصابين بالخرف حول العالم من 57 مليونًا اليوم إلى أكثر من 150 مليونًا بحلول عام 2050، ما لم تُتخذ إجراءات جادة، مثل تقليل استخدام الوقود الأحفوري، والتوسع في الطاقة المتجددة، ودعم وسائل النقل النظيفة كالمشي وركوب الدراجات.

جهود دولية وتوصيات مستقبلية

وكان فريق كامبريدج البحثي قد أطلق قبل عامين خريطة تفاعلية توضح الخيارات المتاحة للمخططين العمرانيين للحد من التلوث المروري، كأداة مساعدة لاتخاذ قرارات قائمة على الأدلة العلمية.

ودعت خريس إلى نهج حكومي ومجتمعي متكامل، ينظر إلى تلوث الهواء كأحد التحديات الصحية الأساسية التي يجب التصدي لها بجرأة وإرادة سياسية، تمامًا كما تم التعامل مع أزمات صحية كبرى في الماضي.

تابع مواقعنا