الإثنين 08 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

لغز مجهول.. نجاة الأم ووفاة الأب و6 من أبنائه بتسمم في ظروف غامضة بقرية دلجا بالمنيا | ما القصة؟

صغار دلجا
حوادث
صغار دلجا
الجمعة 25/يوليو/2025 - 03:41 م

في جنوب محافظة المنيا، وتحديدًا قرية دلجا بمركز ديرمواس، اكتملت سطور الحزن بعد وفاة 6 أشقاء في أيام متتالية، بتسمم اخترق أجسادهم حتى فاضت أرواحهم إلى بارئها، وازدادت تلك الفصول الحزينة وتعددت المأساة برحيل والدهم في صباح اليوم الجمعة، ليسجل اسمه في سجلات الوفيات أسفل أبنائه الستة، ونجت الأم في واقعة غريبة وظروف غامضة، ما زال السر يسيطر عليها، والشكوك تحيط بالأسرة.

وفاة الأب و6 من أبنائه بتسمم في ظروف غامضة بقرية دلجا بالمنيا 

بدأت تلك القصة المفجعة التي خيمت على قرية دلجا يوم السبت الموافق 13 يوليو من الشهر الجاري، عندما شعر الصغار بمغص وقيء وارتفاع في درجات الحرارة، فهرعت الأسرة مسرعة إلى أقرب العيادات الخارجية، ولكن حالة الصغير لم تسمح، فطلب الطبيب نقله في الحال إلى المستشفى، وفي الطريق فاضت روحه إلى بارئها، وسرعان ما تم استقبال 5 صغار أشقاء يعانون من نفس الأعراض.

حاولت الأطقم الطبية إسعافهم، ولكن السم كان أقوى وأشد في جسد الصغار، وباءت كل محاولاتهم بالفشل، فلحق ريم وعمر بشقيقهم محمد، وتم حجز أحمد، الصغير الرابع، في غرفة الرعاية المركزة، وتحويل رحمة وفرحة إلى مستشفى السموم، وخرجت أكفان الصغار من المستشفى، ولم تمر ساعات حتى سُجل أحمد في دفاتر الوفيات مع أشقائه، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالحزن والخوف بعد ادعاء تعرض الصغار لمرض التهاب سحائي.

تم سحب عينة من الطفل أحمد وإرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة للوقوف على سبب الأعراض، وفي اليوم التالي، توفي أحمد، الضحية الرابعة، لتزداد المعاناة ويتعمق الحزن، وأمرت النيابة بالتحفظ على جثمانه داخل ثلاجة حفظ الموتى، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الأب والأم للتحقيق معهما بشأن الساعات الأخيرة قبل وفاة أطفالهما، وتم نقل الطفلتين الناجيتين إلى مستشفى السموم لتلقي العلاج، وأمرت النيابة بالتحفظ عليهما وعدم تسليمهما لذويهما للاشتباه في الأسرة.

ضحايا دلجا 
ضحايا دلجا 

وأصدرت وزارة الصحة بيانًا نفت فيه ما يُشاع عن وفاة 4 أشقاء في نفس التوقيت بسبب الالتهاب السحائي، مؤكدة أن هذه الأنباء عارية تمامًا عن الصحة وغير موثقة علميًا، مشيرة إلى أنه لا يوجد دليل طبي يدعم حدوث وفيات في توقيت واحد نتيجة الأمراض المعدية، وشددت على ضرورة استبعاد الأسباب غير المعدية مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي قبل تأكيد السبب.

وبعد يومين، خرجت الطفلتان من المستشفى للإدلاء بأقوالهما أمام جهات التحقيق لكشف السر وإظهار الحقيقة، لكن سرعان ما تدهورت الحالة الصحية للطفلة رحمة، وتم نقلها إلى مستشفى ملوي التخصصي، وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة، وسُجّل اسمها بدفاتر الوفيات، ودُفن معها سرّها، قبل أن تبوح به، ولم يتبق من الأبناء سوى فرحة، التي تدهورت حالتها وتم نقلها لمستشفى أسيوط وسط محاولات من الأمل لإسعافها، ولكن دون جدوى، فبعد يومين لحقت بأخواتها، واكتمل وارتفع سجل الضحايا والوفيات وسط ذهول من القريب والبعيد.

وقررت جهات التحقيق بالمنيا استخراج اثنين من صغار دلجا المتوفين في ظروف غامضة لعرضهما على الطب الشرعي للوقوف على أسباب وملابسات الوفاة، وبعد مرور 3 أيام من وفاة فرحة، سقطت ورقة أخرى، ورحل الأب بعدما قاوم السمّ الذي تسلل إلى جسده حتى خارت قواه، ورحل الأب، وعيناه لم تجف دموعهما على أبنائه، وغادر الدنيا وهو يحمل وجعًا لم يحتمله الجسد، وما يثير الجدل والغموض هو نجاة الأم، وتواصل جهات التحقيق تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الواقعة، وتكثف أجهزة البحث الجنائي جهودها للوقوف على أسباب الواقعة. 

تابع مواقعنا