الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الحلم المشروع

السبت 26/يوليو/2025 - 06:21 م

استوقفني أحد الشيوخ الأجلاء أثناء أحد مؤتمراتنا الانتخابية، وقد استحسن الظن بنا وقال: أتمنى أن يعود بي الزمان لأكون معكم، فمعركتكم في إحياء الوعي طويلة، عليكم بعدم الاستسلام، مصر تستحق أن تكون في مكانتها الحقيقية.

عليكم بدراسة تجارب الدول الناجحة، ادرسوا قوانين تقدمها وتشريعاتها، التعليم بدايتكم وطريق تقدمكم، انسفوا كل القوانين البالية المعطلة، زمانكم غير زماننا، كنا نأمل أن نسلمكم الراية ونحن في مقدمة السباق، ولكن هكذا تجرى الأمور.

تنحى الشيخ عنا وأنا لم أنطق بكلمة، كانت عيني ترد بكلمات صاخبة، وقلبي يدق مسرعًا ليؤيدها، ولسان حالي يقول: حقًا نستطيع.

نعلم أن مصرنا تمر بظروف صعبة، وجدت نفسها في قلب أحداثها، في منطقة ملتهبة بصراع لا ينتهي، وأحداث تتوالى متصاعدة، فالوضع في ليبيا، وسوريا، واليمن، وفلسطين، والسودان، والعراق في غاية الصعوبة، وتأثيراته مرهقة ومجحفة علينا، وعلى أمننا القومي.

ونعلم أننا في مرحلة خطيرة، لا تتحمل المزايدات، وخلط الأوراق، في وقت تحيط بنا الشائعات المغرضة من أعداء للوطن في الداخل والخارج، ومروجي الأكاذيب والمؤامرات لشل الدولة، ووقف مسيرتها.

لذلك يجب علينا أن نتحد، ونصطف معا في خندق واحد، الجميع مصريون، وطنيون، مخلصون، لتراب هذا الوطن، لدحر كل خطر عنه، ورد كل معتد أثيم، وفند الشائعات، ومواجهة المؤامرات بيقظة، وأن يكون انحيازنا للوطن وكفى.

في السنوات السابقة كانت عقبة كورونا القدرية عائقًا، ثم كانت الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة وما تلاها من أحداث، كلها مؤثرات خارجة عن إرادتنا، وكانت عائق في استمرار المسيرة في بناء جمهوريتنا الجديدة.

وكان على الحكومة أن تتفهم الوضع العام، والمحيط بنا، وأن تقرأ المشهد بعناية، لكنها تقع، وغابت ترتيب الأولويات عنها، واستمرت في مسلكها فوقعنا في مشقة سداد التزامات دولية، وأثقلت المواطنين بتحمل أعباء إصلاح اقتصادي لم ينصلح، ولم يعود بالنتيجة المرجوة.

يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، لنستطيع أن نمر من النفق المظلم، لا نجمل الواقع، بل نضع في كفة ما ابتلينا به من التزامات، ونضع في الكفة الأخرى ما تم من إنجازات، لنحكم هل كان الأمر يستحق أن نعاني تلك المعاناة؟، أم يوجد طريق آخر يجب أن نسلكه لترجع كفة إنجازاتنا على ما حصلنا عليه، فالتقدم وعملية البناء هي توليفة من العلم والبحث العلمي، من الدراسات والمشاورات والمناقشات، وكذلك اختيار البدايات وأيهما أولى من الآخر.

التقدم ليس في ثانويات تمت نستطيع العيش بدونها عشرات السنوات، بل في تطوير التعليم وتحسين الصحة، ورفع المعاناة عن رمانة ميزان المجتمع لحماية الطبقة الوسطي.

التقدم هو العيش الكريم، والحرية، والديمقراطية، والمساواة، ومراعاة حقوق الإنسان.

التقدم فعل وعمل وجهد ومثابرة وليس استراتيجيات مكتوبة لا ينفذ منها شيء.

التقدم أن تكون صادراتنا أضعاف وارداتنا حتى يستقيم الميزان التجاري.

التقدم هو استغلال كل ما وهبة الله لنا من طبيعة ومناخ ومقومات وخيرات وثروات بشرية وطبيعية.

التقدم هو الاستعانة بالأكفاء أصحاب الخبرة، وليس أصحاب الحظوة وأهل الثقة.

التقدم هو معادلة كيميائية لا بد فيها من مكونات بمقادير محددة، لتعطينا النتائج المرجوة.

التقدم في نهضة الصناعة والتجارة والاستثمار وكل مناحي حياتنا.

أيها السادة يجب أن نعود إلى الطريق الصحيح، فالتغيير داخلنا نحن المصريين، نحن من خرجنا في 30 يونيو، نحن من حاربنا الإرهاب، واسترجعنا دولتنا المخطوفة من يد جماعة لا تؤمن بالوطن، نحن من عهدنا قيادتنا السياسية على البذل والعطاء، نحن من أقسمنا أن نجوع ويحيا الوطن، نحن معول البناء لا الهدم، نحن من ندافع بالدم والروح على وطن يعيش فينا ونعيش فيه.

نحن بلد كبير، صاحب إرث حضاري وتاريخي عظيم، نحن من بنى الأهرامات أحد عجائب الدنيا كلها، نحن جدنا خوفو ومينا، نحن أقدم دولة مركزية في التاريخ وقت أن كان العالم يعيش في الظلمات، نحن من علم العالم الحضارة.

من حقنا أن نحلم بأكثر مما نحن فيه، حقا هناك مشاريع قومية عملاقة، طرق، ومدن جديدة، وإسكان اجتماعي، ثم القضاء على العشوائيات، وبرنامج حياة كريمة، والقضاء على فيروس سي، ومبادرات لا تنتهي، ومشاريع في كل ربوع مصر، رغم كل هذا فهي ليست كافية، نحن متعطشين للكثير والكثير من المشروعات، لدينا شغف لنكون في المقدمة، جاهزين للعمل، للسهر، للتعب، لجني ثمار أيدينا، لمستقبل لأبنائنا.

تابع مواقعنا