تراجع معدل استهلاك الكحول في أوروبا.. وارتفاع حاد بآسيا
تشهد أوروبا تحولًا كبيرًا في علاقتها التاريخية مع الكحول، مع تراجع ملحوظ في معدلات الاستهلاك بين مختلف الفئات العمرية، وهو ما يعكس تغيّرًا أوسع في السلوكيات الصحية والمجتمعية، وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
تراجع تاريخي في الاستهلاك الأوروبي
وأعلنت السلطات الصحية في بريطانيا انخفاض متوسط استهلاك الكحول بنسبة 10% منذ بداية الألفية، ليصل إلى 10.11 لتر من الكحول النقي للفرد سنويًا، مقارنة بـ 11.18 لتر في عام 2000، وتراجعت بذلك بريطانيا من المرتبة التاسعة إلى المرتبة 25 عالميًا، وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، بما يعادل 505 بايتات من البيرة أو 112 زجاجة نبيذ سنويًا للفرد.
ويبدو أن هذا الانخفاض ليس حالة بريطانية منفردة؛ فأيرلندا سجلت أكبر تراجع بنسبة 29%، تليها فرنسا 25% وألمانيا 16%، وأكد الخبراء أن هذا التراجع يعكس تحوّلًا في المواقف تجاه الكحول وزيادة الوعي بأضراره الصحية، خاصة بين الشباب.
على النقيض من ذلك، ارتفعت معدلات استهلاك الكحول بشكل مقلق في عدة مناطق حول العالم، خاصًة في جنوب شرق آسيا، فقد تضاعف الاستهلاك في كمبوديا بنحو 7 مرات، و5 مرات في ميانمار، و3 مرات في فيتنام منذ عام 2000، وأوضح الخبراء أن هذه الزيادات تعود إلى النمو الاقتصادي السريع وتوسع الطبقة المتوسطة القادرة على اقتناء الكحول.
ارتفاع في وفيات السرطان بسبب الكحول
والجدير بالذكر أن هناك دراسة كشفت أن الوفيات الناتجة عن السرطان المرتبط بتناول الكحول تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، وعدد الوفيات المرتبطة بالكحول تضاعف تقريبًا من حوالي 12 ألف حالة في عام 1990 إلى أكثر من 23 ألف حالة في عام 2021، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
وأوضحت الدراسة، أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب أنواع السرطان المرتبطة بالكحول، فبينما سجلت النساء زيادة طفيفة بنسبة 8% في هذه الوفيات خلال الفترة نفسها، ارتفعت نسبة الوفيات بين الرجال بنسبة صادمة بلغت 56%.


