متلازمة الطفل الأزرق.. أطباء يحذرون من مؤشرات تهدد حياة المواليد الجدد
وجه أحد كبار أطباء الأطفال تحذيرًا عاجلًا للآباء والأمهات بشأن حالة صحية نادرة لكنها خطيرة، قد تصيب المواليد الجدد خلال الأيام أو الأسابيع الأولى من حياتهم، وتُعرف باسم متلازمة الطفل الأزرق.
متلازمة الطفل الأزرق
وحسب ما نشرته صحيفة HT Lifestyle، قال الدكتور فيريندر كومار جهلاوات، استشاري طب الأطفال ورئيس وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى مانيبال دواركا الهندية، إن هذه الحالة قد تظهر بشكل مفاجئ، وتدل على خلل خطير في القلب أو الرئتين أو الدم، مشددًا على أهمية الاكتشاف المبكر والتدخل السريع لإنقاذ حياة الطفل.
تُعد متلازمة الطفل الأزرق علامة تحذيرية، لا مرضًا بحد ذاته.. بهذه الكلمات وصف الحالة، موضحًا أن تغير لون الجلد والشفتين والأظافر إلى الأزرق يعكس نقصًا في مستويات الأكسجين في الدم، وهو ما يُعرف طبيًا بـ الزرقة.
أسباب الزرقة عند المواليد
يشير الدكتور جهلاوات إلى أن نقص الأكسجين في أنسجة الطفل قد ينتج عن ثلاثة أسباب رئيسية:
- عيوب خلقية في القلب: مثل رباعية فالو أو تبديل الشرايين الكبرى، وهي أمراض تتسبب في اختلاط الدم المؤكسج مع غير المؤكسج داخل القلب، ما يقلل من كفاءة توزيع الأكسجين في الجسم.
- اضطرابات في الرئة: خاصة عند الأطفال الخدج، حيث تكون الرئتان غير مكتملتي النمو، إلى جانب احتمالية الإصابة بمضاعفات مثل الالتهاب الرئوي أو ضائقة التنفس.
- الهيموغلوبين غير الطبيعي: في حالات نادرة، تعيق اضطرابات مثل الميتهيموغلوبينية قدرة الدم على نقل الأكسجين حتى عندما تعمل الرئتان والقلب بشكل طبيعي.
أعراض لا يجب تجاهلها.. وقد تبدأ فجأة
رغم أن بعض الأطفال قد يبدون طبيعيين لحظة الولادة، إلا أن الأعراض قد تتطور لاحقًا، أبرزها:
- زرقة في الشفاه واللسان والأطراف، خاصة أثناء الرضاعة أو البكاء.
- صعوبة في التنفس أو سرعة غير طبيعية في النفس.
- نوبات مفاجئة من التغير في اللون، مصحوبة بانفعال شديد وتدهور حاد في نوبات التنفس.
ونبّه الدكتور جهلاوات إلى أن تشخيص الحالة لا يعتمد فقط على الفحص البصري، إذ قد يكون من الصعب اكتشاف الزرقة بالعين المجردة لدى بعض الأطفال، لذا يُوصى باستخدام جهاز مقياس التأكسج النبضي لمراقبة مستويات الأكسجين بدقة، خاصة في الحالات المشتبه بها.
هل هناك أمل في العلاج؟
رغم خطورة الحالة، أكد الطبيب أن العلاج ممكن، وقال: مع التشخيص المبكر والتدخل في الوقت المناسب، يمكن للأطفال أن يتعافوا تمامًا ويعيشوا حياة طبيعية.
وأشار إلى أن بعض العيوب الخلقية مثل رباعية فالو قابلة للعلاج من خلال جراحة القلب المفتوح، والتي تُجرى غالبًا خلال السنة الأولى من عمر الطفل، كما يمكن استخدام الأدوية أو العمليات المؤقتة لتحسين مستويات الأكسجين لحين إجراء الجراحة الأساسية.
واختتم الدكتور جهلاوات حديثه بالتأكيد على أهمية متابعة أي تغير يطرأ على لون بشرة المولود أو تنفسه في الأيام الأولى بعد الولادة، قائلًا: التدخل المبكر لا يُنقذ حياة الطفل فحسب، بل يضعه على طريق حياة صحية وسليمة.


