جاسوس الظل.. أخطر خيانة إسرائيلية لصالح إيران تكشفها المحاكم
في واحدة من أخطر قضايا التجسس التي شهدتها إسرائيل منذ سنوات، تفجرت تفاصيل صادمة عن يهودي إيراني الأصل اتُهم بالتجسس لصالح العدو الإيراني، في خيانة توصف بأنها غير مسبوقة في عمقها وتوقيتها الحرج.
الرجل الذي حُظر نشر اسمه لأسباب أمنية، هاجر من إيران إلى إسرائيل عام 1999، واستقر فيها كمواطن عادي، قبل أن يتحول – كما تكشف لائحة الاتهام – إلى حلقة وصل مباشرة مع الاستخبارات الإيرانية، في وقت حساس تخللته حروب دامية في غزة وتصعيد خطير مع طهران.
المدعي العام الإسرائيلي كشف أن المتهم أقام علاقة عاطفية طويلة الأمد مع امرأة إيرانية تقيم داخل إيران، استغلها الإيرانيون لتجنيده وربطه بجهاز المخابرات.
عام 2024، التقى بها في تركيا، حيث كانت تنتظره المفاجأة: اجتماع مباشر مع ضباط إيرانيين كشف لهم خلاله معلومات حساسة، من بينها هوية بحار إيراني يعمل على ناقلة نفط ويشتبه بتعاونه مع إسرائيل.
خيانة إسرائيلية
لكن الخيانة لم تتوقف هنا بحسب لائحة الاتهام، قدّم المتهم معلومات دقيقة عن خطط هجومية إسرائيلية محتملة ضد أهداف في إيران، وسرب تفاصيل حساسة حول مسارات طائرات مسيّرة إسرائيلية، بل وأبلغ عن إصابات مباشرة في أحد قواعد سلاح الجو الإسرائيلي نتيجة هجوم إيراني مضاد.
الجريمة التي لا تزال قيد المحاكمة تُعد سابقة من حيث الثقة التي منحت لهذا الشخص، والخطر الذي مثّله اختراقه.
وبينما تلتزم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الصمت بشأن الكثير من التفاصيل، فإن حجم التسريب يثير قلقًا عميقًا داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل، خصوصًا في ظل الحرب المفتوحة مع طهران وأذرعها في المنطقة.
قضية هذا الجاسوس قد تغيّر من قواعد اللعب بين إسرائيل وإيران، وتعيد تقييم منظومة الثقة داخل المجتمع الأمني الإسرائيلي، في وقت لم تعد فيه الجبهات تُرسم فقط بالسلاح، بل بالمعلومات، والولاءات المزدوجة، والعملاء النائمين.


