18 ساعة من المعاناة في الجيزة.. أين المحافظ؟
يا محافظ الجيزة، هل وصلك صوت الناس؟ هل تخيلت وجه أم تحتضن رضيعا يبكي من حرارة لا تحتمل؟ هل عرفت أن الكهرباء والمياه غابت عن مناطق كاملة 18 ساعة متواصلة؟
ففي التوقيت الذي يعاني فيه سكان مناطق الجيزة الأمرين بسبب توقف الحياة تماما نتيجة انقطاع الكهرباء والمياه -وهما شريا الحياة- منذ أكثر من 18 ساعة؛ نجد حالة من الصمت من الجميع على رأسهم المحافظ.
هذا ليس مجرد عطل فني يا سيادة المحافظ هذا انهيار يومي في حق المواطن؛ من يطفئ حرارة أجساد المرضى الذين لا يتحملون دقيقة دون هواء؛ من يسكّن بكاء الأطفال العطشى؟ من يعتذر لشيخ فقد توازنه في الظلام أو امرأة أغمي عليها من شدة الحر؟
مشهد الناس وهم يلجؤون لمحطات المترو لشحن هواتفهم، مشهد عارٍ من الرحمة.. ومشهد السيدات والكبار والصغار يبحثون عن المياه لسد عطشهم كارثي.
هذا ليس نداء إعلاميا من صحفي يعمل في مؤسسة من أكبر المواقع في الشرق الأوسط بل نداء إنساني من قلب الجيزة التي تعاني منذ 18 ساعة من انقطاع المياه والكهرباء.
لا نكتب هذه الكلمات من عبث ولا من رغبة في التجريح، بل حبا في هذا الوطن الذي نحمله في قلوبنا لا في شعارات.. نكتب لأننا نحلم بمصر جديدة لا يركض فيها المواطن خلف كوب ماء أو بصيص ضوء.
نقولها بوضوح، لا ننتقد الأشخاص، بل نحاسب الأداء نبحث عن ضوء في آخر النفق لا عن "فلاشات" الزيارات.. مصر التي نحلم بها لا يعطش فيها رضيع ولا ينام فيها مريض على أمل عودة الكهرباء غدا.
مصر التي نحلم بها تستحق مسؤولين يعرفون أن الخدمة مسؤولية لا منصب، وأن الكارثة لا تُحل بابتسامة أمام الكاميرا.


