«بالضبة والمفتاح».. حكاية أقدم باب منزل في الأقصر منذ 130 عامًا
وسط أزقة مدينة الأقصر العريقة، يقف منزل المقدس “حنا سعيد قراقوس” شامخًا كقطعة من الذاكرة الحية، وبابه الخشبي الثقيل لا يزال يحرس الدار منذ 130 عامًا، وكأنه حارس الزمن وراوي الحكايات.
باب المقدس “حنا سعيد قراقوس”.. شاهد على قرنٍ من الحكايات والتاريخ في قلب المدينة
الباب المصنوع من خشب متين لا يُفتح بسهولة، ويحتاج ليدين قويتين لدفعه.
يُغلق بـ”الضبة والمفتاح” من الداخل والخارج، في نظام أمني تقليدي يعكس عبقرية التصميم القديم.



يقول صبري أسعد حنا، حفيد صاحب المنزل، إن الباب ظل متماسكًا على حاله رغم مرور السنين، ولم يتغير فيه سوى لونه الخشبي الأصلي الذي طُلي لاحقًا.


جرس الزمن.. “الحلقة المدورة”
يشير الحفيد إلى وجود حلقة دائرية قديمة مثبتة في الباب، كانت تُستخدم كجرس يدوي يطرق به الزائر على الباب، لتنبيه أهل الدار بقدومه.



مفتاح على شكل “L” وكأن به كلمة سر
للباب ضبتان، إحداهما داخلية والأخرى خارجية، ولكل ضبة مفتاح خاص من الخشب المصمم على شكل حرف “L” مزود بمسمارين، ولا يستطيع استخدامه إلا من يعرف الطريقة الصحيحة لتركيبه، في ما يشبه كلمة السر أو “الباسورد” في عصرنا الحديث.


مثل شعبي خرج من قلب الحقيقة
يرى الحفيد أن أصل المثل الشعبي “اتقفل بالضبة والمفتاح” ربما يعود لمثل هذه الأبواب التي يصعب فتحها بعد إغلاقها، وهو ما حدث ذات يوم حين نسي أحد أفراد العائلة مفتاح الباب الخارجي في الداخل، فاضطروا للقفز من بيت الجيران للدخول وفتح الباب من الداخل.


تراث لا يُقدّر بثمن
يظل هذا الباب شاهدًا على حياة ثلاثة أجيال من أبناء الأقصر، ويجسد عمق التراث المعماري والاجتماعي في صعيد مصر، حيث لا تزال التفاصيل الصغيرة تحكي أعظم القصص.


