حقيقة مزاعم إسرائيل.. هل الأمم المتحدة تُخزن المساعدات في غزة دون توزيع؟
تتصاعد الحرب الكلامية بين إسرائيل والأمم المتحدة حول أزمة الغذاء المتفاقمة في قطاع غزة، في وقتٍ يكافح فيه السكان من أجل البقاء وسط أنقاض حرب غزة، وتزداد فيه مشاهد الجوع واليأس على الأرض.
هل تخزّن الأمم المتحدة المساعدات في غزة دون توزيع؟
اتهمت إسرائيل مؤخرًا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتسبب في تعطل توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، مشيرة إلى وجود أكثر من ألف شاحنة محمّلة بالغذاء والمساعدات ما تزال داخل غزة، لكنها "لم تُسلّم بسبب غياب التنسيق والتنظيم من قبل المجتمع الدولي"، على حد تعبير العقيد عبد الله الحلبي من مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق.
وفي فيديو نشره المتحدث الإسرائيلي السابق إيلون ليفي، ظهر وهو يتجوّل بين أكوام من المواد الغذائية كالعدس والدقيق وزيت الطهي، متهمًا الأمم المتحدة بـالإهمال غير المقبول في التعامل مع الإمدادات.
الأمم المتحدة ترد.. إسرائيل لا تضمن الممرات الآمنة
لكن الأمم المتحدة سارعت إلى نفي الاتهامات، معتبرة أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب المسارات الآمنة، وسط استمرار العمليات العسكرية وخطر الهجمات العشوائية على العاملين في المجال الإنساني.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في بيان له، إن الشاحنات العابرة لغزة تواجه تحديات كبرى، أبرزها السفر في مناطق نزاع نشطة، والتعرض للنهب من قبل عصابات محلية، وغياب التنسيق الأمني من قبل القوات الإسرائيلية.
اتهامات مضللة.. مسؤولون أمريكيون ينتقدون السرد الإسرائيلي
فيما وصف مسؤول أمريكي سابق في مجال المساعدات ادعاءات إسرائيل بأنها "مضللة عمدًا"، مشددًا على أن الاتهام بامتناع الأمم المتحدة عن توزيع المساعدات يُغفل الظروف الميدانية الصعبة التي تعيق إيصال الغذاء.
وأكد ديفيد ساترفيلد، المبعوث الإنساني الأمريكي السابق لغزة، أن تحميل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن الأزمة هو أمر غير نزيه، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر طرقًا حيوية وأخفق في توفير الحماية الكافية للمنظمات الإنسانية.
المجاعة في غزة
بحسب الأمم المتحدة، فإن كافة سكان غزة أكثر من مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، فيما وصف برنامج الغذاء العالمي الوضع بأنه "حرج للغاية"، مؤكدًا أن ثلث سكان القطاع لم يأكلوا منذ أيام.
وأشار البرنامج إلى أنه يمتلك كميات من الطعام تكفي لسكان غزة لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، لكنه غير قادر على توزيعها بشكل فعّال بسبب التحديات الأمنية واللوجستية.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط 30 طردًا من المساعدات جوًا، وألقى باللوم على حماس في تحويل الإمدادات بعيدًا عن المدنيين، رغم أن تحقيقًا داخليًا أجرته الحكومة الأميركية لم يجد أدلة على عمليات تحويل ممنهجة للمساعدات.
