الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

اطلع من الحفرة الأول علشان نشوفك

الأربعاء 30/يوليو/2025 - 07:51 م

مع اشتداد الأزمة الإنسانية في غزة نشاهد حملة إعلامية منظمة هدفها تشويه صورة مصر وتصديرها كأنها المتسبب الأول في المجاعة اللي بتعصف بأهالي وبالرغم من إدراك العالم أجمع أن الاحتلال هو من يغلق كافة المعابر من جانبه ويقصف مخازن الغذاء ويمنع دخول الوقود والمساعدات إلا أن الغريب إننا فجأة نجد احتجاجات شبه فردية مصورة إعلاميًا حول السفارات المصرية في العواصم بعد 21 شهرا من حرب 7 أكتوبر وكأن هؤلاء الشرذمة ممن يدّعون النضال ويرفعون الشعارات أمام السفارات المصرية تذكروا أن هناك مجاعة بعد 21 شهرا كاملا! 

التوقيت بصراحة يخليك تحس إنك في مشهد من أفلام الأبيض والأسود كوميديا فانتازية بس بإخراج رديء والأغرب إن حتى ترامب نفسه والمعروف عنه عدم التعاطف والانحياز التام للكيان خرج يستنكر منع المساعدات عن أطفال غزة وحمّل إسرائيل المسؤولية بشكل مباشر، ومع ذلك الفيلم الهابط مستمر
‎برغم أن إدارة معبر رفح لا تخضع بالكامل للسيطرة المصرية بل هي عملية معقدة تتشابك فيها السياسة بالأمن وتبدأ من مصر ولكنها تمر باشتراطات وموافقة الجانب الإسرائيلي الذي يفرض سيطرته على المعبر عمليًا عبر نظام رقابي وأمني صارم.
 

مصر رغم الضغوط ظلت تقدم المساعدات وتستقبل الجرحى عبر التنسيق مع المنظمات الدولية وقد استقبلت آلاف المصابين وضخت مئات الأطنان من الغذاء والدواء. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن القوافل تتكدس على المعبر لأيام وأسابيع بسبب رفض الجانب الإسرائيلي إدخالها، بحجة أن المساعدات قد تقع في يد حماس
‎المحاولات السابقة ومنها القافلة الأخيرة التي تم إيقافها لم تكن مجرد جهود خيرية عفوية بل شاب بعضها تنظيم سياسي مدفوع بأجندات تهدف لإحداث أزمة مصطنعة، لتوريط مصر وإظهارها كأنها العقبة أمام إنقاذ غزة.

‎الإنسانية تقتضي توجيه الضغط إلى الجهة التي تعرقل دخول المساعدات لا التي تحاول إيصالها، والمطلوب من المجتمع الدولي أن يركز جهوده على إنهاء الاحتلال وفتح المعابر لا بالتظاهر مدفوع الأجر أمام سفارات مصر التي لا تملك القرار النهائي مثلما فعل الرئيس السيسي بحنكة رجل مخابراتي في الأصل من خلال تصريحه الأخير بتحميل المسؤولية كاملة علي المجتمع الدولي وترامب الذي بيده فقط كل خيوط اللعبة بصراحة حلوة!!

ثم نأتي إلى المشهد الأكثر عبثًا لخليل الحية قائد حركة حماس ألا تخجل يا رجل؟ أن تخرج بكلماتك العبثية تتوسل لمصر بجيشها وأزهرها وكنائسها وكأنك بريء من الدم والخراب الذي جرّ غزة إلى هذا المصير؟ من الذي قرر خوض مغامرة عسكرية تعرف جيدًا تبعاتها؟ من الذي دفع بأهلها إلى الجحيم؟ بينما أنتم مختبئون تحت الأرض تاركون النساء والأطفال والشيوخ وحدهم يواجهون الموت؟ أكثر من 60 ألف شهيد ومصاب وأكثر من 80٪ من غزة دُمّرت وأنتم لا تبالون إلا بأنفسكم ولا تنطقون إلا عندما تبحثون عن غطاء جديد لفشلكم من أين لك الجرأة أن تضع دماء الغزيين على أبواب مصر وتغض الطرف عن من تسبب بها؟

كفى متاجرة كفى نفاقًا الشعب الفلسطيني لا يحتاج بياناتك بل يحتاج قادة لا يختبئون وقت المواجهة ولا يظهرون فقط في حفلات العتاب الإعلامي
يريدون أن يحوّلوا بوابة غزة الوحيدة التي ما زالت تتنفس إلى باب اتهام وخيانة يريدون لمصر أن تصطدم أن تنفعل أن تُدفع إلى سيناريوهات الفوضى أو تتورط في مستنقع حساباته ملغومة لكن مصر أكبر من ذلك بقي وأذكى من أن تنخدع.

ومهمتنا كمصريين أن نكون على وعي كامل وأن نعرف أن قوة مصر اليوم ليست في الانفعال بل في اتزانها وفي دفاعها عن أمنها القومي دون صخب وفي قيامها بواجبها الإنساني رغم حملات التشويه.

وختامًا نستعير من كلمات الإمام محمد متولي الشعراوي ما يُلخّص كل شيء إنها مصر وستظل مصر دائمًا رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مستغل.

تابع مواقعنا