حيثيات المحكمة في واقعة هجوم نمر على عامل بسيرك طنطا: إهمال المدربة أنوسة كوتة تسبّب في بتر ذراعه
كشفت محكمة جنح طنطا، في حيثيات حكمها الصادر بإدانة مدربة النمور أنوسة كوتة في أحد عروض السيرك بطنطا، عن تفاصيل الواقعة التي انتهت بإصابة عامل في السيرك وبتر ذراعه الأيسر، مشيرة إلى أن الحادث وقع نتيجة الإهمال الجسيم وعدم اتخاذ الاحتياطات المهنية الكافية لحماية العاملين والجمهور خلال العرض.
حيثيات المحكمة في واقعة هجوم نمر على عامل سيرك طنطا
وأوضحت المحكمة أن المتهمة، بصفتها المسؤولة عن العرض ومقتنية لحيوانات مفترسة، أهملت في تأمين محيط العرض خلال فقرة النمور، مما أدى إلى هجوم أحد الحيوانات المفترسة على المجني عليه خلال اقترابه من القفص وربطه للحيوان، مما أسفر عن إصابته بإصابات بالغة أدت إلى بتر ذراعه الأيسر أعلى الكوع، وفقًا للتقارير الطبية المرفقة بالأوراق.
الواقعة وفق التحقيقات
وتبين من أقوال المصاب محمد إبراهيم عبد الفتاح، أنه كان يعمل مساعدًا داخل السيرك منذ 6 سنوات، وخلال وجوده خارج القفص وخلال العرض، فوجئ بأحد النمور يهجم عليه ويعض ذراعه، مما تسبب في تهتك شديد بالأنسجة وقطع في الأوعية الدموية، وأدى في النهاية إلى بتر الذراع.
ورغم أن المجني عليه أكد أنه لا يتهم أحدًا بالتسبب في إصابته واعتبر الواقعة قضاءً وقدرًا، إلا أن تحقيقات النيابة استندت إلى تقارير الطب البيطري ولجنة معاينة السيرك، والتي أظهرت وجود مخالفات واضحة في شروط السلامة داخل المكان، منها:
عدم توافر سجل تطعيمات وتحصينات للحيوانات.
غياب طبيب بيطري مسؤول وقت وقوع الحادث.
عدم توافر أدوات إسعاف أولية أو مسدس مخصص لتهدئة الحيوانات.
نقص وسائل الأمان والتأمين خلال العرض.
وأكدت المحكمة أن المدربة المتهمة قصّرت في مسؤولياتها ولم تتخذ التدابير اللازمة لحماية العاملين، مما تسبب في وقوع الحادث، ورأت أن الواقعة تمثل إهمالًا جسيمًا في أداء المهنة، واستندت في حكمها إلى المواد 244 فقرة 1 و2 والمادة 377 من قانون العقوبات.
وشددت الحيثيات على أن الخطأ المهني الذي ارتكبته المتهمة كان سببًا مباشرًا في إحداث الإصابة، رغم ما أظهرته من محاولات لردع النمر عن الاستمرار في الهجوم، مؤكدة أن مسؤولية المدربة قائمة بصفتها المسؤولة عن العرض والمكلفة بتأمينه.


