لم يطلب سوى الطعام.. شهادة جندي أمريكي سابق تكشف كواليس قصة أمير ضحية مركز مساعدات بغزة
في مشهد يلخص حجم المأساة التي يعيشها سكان غزة تحت الحصار والقصف، فجّرت شهادة صادمة لجندي أميركي سابق مشاعر الغضب والحزن على منصات التواصل، بعدما كشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة طفل فلسطيني يُدعى أمير، لم يكن يحمل سوى جوعه وبراءته حين خرّ صريعًا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات.
شهادة جندي أمريكي تكشف كواليس قصة أمير ضحية مركز مساعدات في غزة
كان الطفل أمير بجسده النحيل وقدميه الحافيتين، قطع مسافة تقارب 12 كيلومترًا تحت لهيب الشمس، فقط من أجل حفنة طعام قد تخفف ألم معدته الخاوية.
ووفقًا لـ شهادة الجندي الأمريكي أنتوني أغيلار، الذي كان ضمن طاقم مركز المساعدات المزعوم في تل السلطان برفح، فإن أمير انتظر طويلًا وسط آلاف المدنيين، ولم يحصل في النهاية إلا على القليل من الأرز والعدس المبعثر على الأرض.
ولم تمضِ دقائق حتى سقط الطفل شهيدًا، بعدما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز على المدنيين المتجمعين.

وقال أجيلار: اقترب مني أمير، قبّل يدي، وقال: Thank you، وبعدها بلحظات، اخترق الرصاص جسده الصغير، هكذا انتهت حياة طفل، لم يطلب سوى الطعام، ليواجه موتًا لا يليق بطفولته.
أمير.. شهادة جديدة على الجريمة
مواقع التواصل ضجّت بموجة غضب واسعة، واعتبر ناشطون ما جرى جريمة حرب متكاملة الأركان، تعكس زيف الشعارات الإنسانية التي تتستر خلفها بعض المؤسسات والمشاريع الممولة أميركيًا وإسرائيليًا.
وتحولت مراكز المساعدات في غزة، كما قال البعض إلى مصائد للإذلال والتجويع، بل والقتل، في مشهد يعكس سياسة ممنهجة لإبادة ما تبقى من طفولة وكرامة في هذا القطاع المنكوب.
مطالبات بالمحاسبة والشهادة للعالم
أصوات كثيرة طالبت بتحقيق دولي فوري، وبترجمة شهادة أمير إلى كل لغات العالم، على غرار ما جرى مع الطفلة الشهيدة هند رجب، التي أصبحت رمزًا لمعاناة أطفال غزة، وتساءل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، كم طفلًا مثل أمير مات بصمت؟ وكم شهادة دفنت قبل أن تُروى؟
وفي وقت تستمر فيه مؤسسة غزة الإنسانية بتنفيذ مشروعها المشبوه للسيطرة على توزيع الغذاء في القطاع، يبدو أن القصة الحقيقية أصبحت أوضح للعالم، ليست القضية توزيع مساعدات، بل إذلال ممنهج وقتل بدم بارد، في ظل غياب العدالة وتواطؤ الصمت الدولي.


