هدوء على سطح الشمس رغم كثرة البقع الشمسية
أفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن النشاط الشمسي لا يزال في حالة من الهدوء النسبي، رغم ظهور تسع بقع شمسية متناثرة على قرص الشمس.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، وأكدت الإدارة أن جميع هذه البقع تُظهر خصائص مستقرة، دون مؤشرات على تطورات نشطة أو انفجارات شمسية كبيرة خلال الساعات المقبلة.
هدوء على سطح الشمس
وبحسب التقديرات اليومية الصادرة عن فريق الرصد الفضائي، فإن احتمال حدوث توهجات شمسية قوية من الفئة X خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لا يتجاوز 5%، وهو معدل منخفض نسبيا رغم العدد الملحوظ للبقع.
وتُعد البقع الشمسية ظواهر مغناطيسية مؤقتة تظهر على الطبقة المرئية من الشمس (الفوتوسفير)، وتبدو أكثر قتامة نتيجة لانخفاض درجة حرارتها مقارنة بالمناطق المحيطة. تنشأ هذه البقع عندما يتكثف المجال المغناطيسي في منطقة معينة، مما يعيق عملية الحمل الحراري ويتسبب في تبريد موضعي. وغالبا ما تظهر في أزواج بأقطاب مغناطيسية متعاكسة، وقد تستمر لعدة أيام أو أسابيع قبل أن تختفي تدريجيا.
وكانت الدورة الشمسية الخامسة والعشرون قد بلغت ذروتها بالفعل خلال الفترة الممتدة بين أغسطس وأكتوبر من عام 2024، وفقا للبيانات المشتركة بين وكالة ناسا ونوا حيث شهدت تلك المرحلة أعلى معدلات للنشاط المغناطيسي، بما في ذلك التوهجات وعدد البقع الشمسية.
وبناءً على هذه المؤشرات، لا يُتوقع تسجيل ذروة جديدة خلال ما تبقى من عام 2025 أو في مطلع 2026، نظرًا لأن الدورة الشمسية تتبع نمطًا منتظما مدته نحو 11 عاما، يتضمن ذروة واحدة يعقبها انحدار تدريجي ومع أن بعض التوهجات قد تستمر في الظهور بشكل متقطع، إلا أنها تُعد جزءًا من التذبذبات الطبيعية في مرحلة ما بعد الذروة.
ويستعد علماء الفلك لمتابعة هذا التراجع التدريجي في النشاط حتى الوصول إلى الحد الأدنى الشمسي، المتوقع قرب عام 2030، وهو ما سيعلن انتهاء الدورة الحالية وبدء الدورة الشمسية السادسة والعشرين.
في سياق متصل، التُقطت صورة عالية الدقة لقرص الشمس بتاريخ اليوم بواسطة مرصد ديناميكا الشمس التابع لوكالة ناسا، باستخدام مرشح خاص للأشعة فوق البنفسجية بطول موجي 171 أنغستروم.
وتُظهر الصورة البقع الشمسية النشطة وأقواسًا متوهجة تُعرف باسم الحلقات الإكليلية، وهي بلازما شديدة الحرارة تتحرك على طول خطوط المجال المغناطيسي وتشكل جسورًا لامعة في الغلاف الجوي الشمسي.
كما رصدت نقاط شديدة اللمعان تمثل مناطق ذات نشاط مغناطيسي مكثف، غالبًا ما تكون مصدرًا للتوهجات الشمسية والانفجارات الإكليلية. وتُعد هذه الصورة توثيقًا بصريًا هامًا للحالة الراهنة للنشاط الشمسي.


