الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

نعمة المياه موضوع خطبة الجمعة اليوم | نص الخطبة

خطبة الجمعة
دين وفتوى
خطبة الجمعة
الجمعة 01/أغسطس/2025 - 06:28 ص

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 1 أغسطس 2025، الموافق 7 صفر 1447 هـ بعنوان: "نعمة المياه مقوم أساسي للحياة".

وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة بيان عظم نعمة المياه، وأنها المقوم الأساسي للحياة، وأنها أرخص موجود وأغلى مفقود، وأن الحفاظ على كل قطرة مياه واجب على كل إنسان. 

نص خطبة الجمعة اليوم 

الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله ﷺ. أما بعد:

إن الماء نعمة من الله عظيمة وهبة من المولى جزيلة، به تدوم الحياة وتعيش الكائنات وتخضر الأرض وتنبت من كل زوج بهيج، وهو أصل جميع المخلوقات، قال تعالى: {وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}(الأنبياء: 30)، ويقول تعالى: {والله خلق كل دابة من ماء ۖ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع ۚ يخلق الله ما يشاء ۚ إن الله على كل شيء قدير} [النور: ٤٥]، كما روي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء. فقال: ” كل شيء خلق من ماء”. (مسند الإمام أحمد، والمستدرك للحاكم وصححه الذهبي).

فالماء أغلى من الملك، ومما يؤكد أن الماء أغلى من الملك هذه القصة الرائعة: فقد روي أن ابن السماك دخل على هارون الرشيد الخليفة العباسي يوما، فاستسقى الخليفة فأتى بكأس بها، فلما أخذها قال ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين! لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها؟! قال: بنصف ملكي. قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين. فلما شربها قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها؟! قال: بجميع ملكي. قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء. فبكى هارون الرشيد.!! ملك يمتد من الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا لا يساوي شربة ماء..!!!

ولأهمية الماء في جميع شئون حياتنا أن الله جعله ليس له لون ولا طعم ولا رائحة!! فلو كان للماء لون لتشكلت كل ألوان الكائنات الحية بلون الماء الذي يشكل معظم مكونات الأحياء، ولو كان للماء طعم لأصبحت كل المأكولات بطعم واحد وهو طعم الماء، فكيف يستساغ أكلها؟! {يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} (الرعد: 4)، ولو كان للماء رائحة لأصبحت كل المأكولات برائحة واحدة فكيف يستساغ أكلها؟! لكن حكمة الله في الخلق اقتضت أن يكون الماء الذى نشربه ونسقى به الحيوان والنبات ماء عذبا أي بلا لون ولا طعم ولا رائحة. فهل نحن أدينا للخالق حق هذه النعمة فقط؟!ولم تقف الحكمة في ماء الحياة! ولكن انظر إلى هذه المياه المختلفة، فهذا ماء الأذن مر، وماء العين مالح، وماء الفم عذب! فاقتضت رحمة الله أنه جعل ماء الأذن مرا في غاية المرارة؛ لكى يقتل الحشرات والأجزاء الصغيرة التي تدخل الأذن، وجعل ماء العين مالحا؛ ليحفظها لأن شحمتها قابلة للفساد فكانت ملاحتها صيانة لها، وجعل ماء الفم عذبا؛ ليدرك طعم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كانت على غير هذه الصفة لأحالها إلى غير طبيعتها، حقا لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله !!!

لذلك دعانا الإسلام إلى نظافة المياه وذلك بالمحافظة على تنقيتها وطهارتها، وعدم إلقاء القاذورات والمخلفات والبقايا فيها، باعتبار أن الماء أساس الحياة، وقد جاءت أوامره ﷺ ناهية عن أن يبال في الماء الراكد، فعن جابر عن رسول الله ﷺ: ” أنه نهى عن البول في الماء الراكد” (مسلم)، كما يشمل النهي البول في الماء الجاري وفي أماكن الظل باعتبارها أماكن يركن إليها المارة للراحة من وعثاء السفر، وعناء المسير، وربما لأن الشمس لا تدخلها فلا تتطهر فتصبح محط الأوبئة وموضع الأمراض، وفي الحديث: ” لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ” (متفق عليه).

كذلك نهى ﷺ عن الإسراف في الوضوء، فقد جاء أعرابي إلى النبي ﷺ يسأله عن الوضوء؟ فأراه الوضوء ثلاثا ثلاثا. ثم قال:” هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم “(ابن ماجة والنسائي بسند حسن).

وعن عقيل بن أبي طالب، قال: قال رسول الله ﷺ: «يجزئ من الوضوء مد، ومن الغسل صاع»، فقال رجل: لا يجزئنا، فقال: قد كان يجزئ من هو خير منك، وأكثر شعرا، يعني النبي ﷺ “. (ابن ماجة بسند حسن). وعن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله ﷺ مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ما هذا السرف؟ فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار. ”  (أحمد وابن ماجة). وإذا كان هذا في شأن عبادة، فما ظنك بما دون العبادة ؟!!!

إن الله سبحانه وتعالى قد وعدنا بالمزيد إن شكرنا نعمة الماء، وبالعذاب إن أسرفنا في استخدامها، حيث قال: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} (إبراهيم: 7)، فالماء نعمة فإذا استخدمته في طاعة وحافظت عليه فقد شكرت النعمة وأديت حقها، فبذلك تنال الرحمة والمغفرة، أما إذا استخدمته في معصية وأسرفت فيه فقد ظلمت نفسك وكفرت بالنعمة ولم تؤد حقها فبذلك دخلت في دائرة الظلم والكفران.

تابع مواقعنا