حمية البطيخ تجتاح مواقع التواصل.. هل هي مفيدة فعلًا لفقدان الوزن؟
في ظل سعي الكثيرون لخسارة الوزن بسرعة، تصدّرت حمية البطيخ محركات البحث ومواقع التواصل، حيث شارك عدد من المؤثرين تجاربهم مع هذا الاتجاه الغذائي الذي يعتمد على تناول البطيخ فقط لعدة أيام متتالية، بهدف التخلص من السموم وفقدان الوزن، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
ومع الانتشار السريع لتجارب الصيام القائم على البطيخ، والتي أظهرت فقدان عدة كيلوجرامات خلال أيام قليلة، بدأت التساؤلات تظهر حول ما إذا كانت هذه الحمية فعالة وآمنة أم مجرد صيحة مؤقتة ذات عواقب صحية.
تحذيرات طبية من حمية البطيخ
الدكتور مارك هيمان، وهو طبيب أمريكي شهير ومؤسس مشارك لمنصة Function Health، وصف هذا الاتجاه بأنه "حل سريع وغير مستدام".
وأوضح أن البطيخ فاكهة غنية بالماء ومنخفضة السعرات، لكنها لا تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم كالبروتين، الدهون الصحية، والألياف.
وقال هيمان في تصريحات صحفية، حمية البطيخ تفتقر إلى التوازن الغذائي، وقد تؤدي إلى خسارة وزن مؤقتة ناتجة عن فقدان الماء والعضلات، لا الدهون.. الهدف من خسارة الوزن يجب أن يكون تحسين نمط الحياة، وليس مجرد رقم على الميزان.
ما الذي يقدّمه البطيخ فعليًا؟
من جانبها، أوضحت أخصائية التغذية الأمريكية إيلانا مولشتاين، أن البطيخ يحتوي على نسبة عالية من الماء حو 92%، إضافة إلى حمض السيترولين، والبوتاسيوم، وهي مكونات قد تدعم الترطيب الطبيعي، وتحفز التبول وحركة الأمعاء.
وقالت: تناول البطيخ بكميات كبيرة يمكن أن يساعد في إزالة السوائل الزائدة من الجسم وتقليل الانتفاخ، لكن رغم هذه الفوائد، الاعتماد الحصري عليه لفترات طويلة قد يسبب خللًا في توازن الصوديوم بالجسم.
وأشارت إلى أن بعض من يتبعون هذه الحمية يستهلكون ما يعادل 12 إلى 14 كوبًا يوميًا من البطيخ، وهو ما قد يعادل ستة إلى سبعة أكواب من الماء، ما قد يسبب أعراضًا مثل الدوار والتعب إذا لم يُعوض الجسم بالصوديوم الكافي.
وفي النهاية، اتفق الخبراء على أن البطيخ يمكن أن يكون إضافة رائعة لأي نظام غذائي صحي، خاصة في أيام الصيف الحارة، لكنه لا يُعتبر حلًا سحريًا لفقدان الوزن. الحل يكمن في نظام غذائي متوازن يشمل الخضروات الكاملة، البروتينات، الدهون الصحية، والألياف، إلى جانب النوم الجيد، والحركة المنتظمة، وإدارة التوتر.
