غياب القيم خطر على الأجيال.. والقدوة الإيجابية ضرورة لا رفاهية

في الأيام الأخيرة، حصل جدل كبير بسبب اللي حصل مع عدد من البلوجرز على السوشيال ميديا، وده مش أول مرة يحصل، إحنا بنشوفه كل يوم مع أسماء مختلفة، بس في الحقيقة، المشكلة مش في الأشخاص نفسهم، قد ما هي انعكاس لحاجة أكبر بكتير، غياب المرجعية القيمية والثقافية عند جزء من شبابنا وأطفالنا.

الأسرة المصرية طول عمرها كانت خط الدفاع الأول عن التربية السليمة والأخلاق، لكن مع ضغط الحياة اليومية، والانشغال، والغزو الرقمي اللي بقى مفتوح 24 ساعة، الطفل بقى بياخد من الشاشة أكتر بكتير من اللي بياخده من البيت أو المدرسة، وهنا بقى الخطر الحقيقي، لو الشاشة بتقدّم محتوى سطحي أو قدوة سلبية، طبيعي جدًا يحصل خلل في قيم الجيل الجديد.

الحل مش إننا نفضل نلاحق ونعاقب بس، لأن الفراغ لو ما اتملاش بالصح، هيتملى بالغلط، وعشان كده لازم نرجع نركز على دور مؤسساتنا الثقافية، قصور الثقافة اللي زمان كانت بتقدم أنشطة بجد للأولاد، زي المسرح، والرسم، والقراءة، والفن الهادف اللي بيزرع جواهم ذوق ووعي حقيقي، بدل ما نسيبهم تحت رحمة الترندات اللي بتروح وتيجي.

إحنا محتاجين نرجع "القدوة الإيجابية" تاني في حياتهم، يلاقوها في البيت، وفي المدرسة، وفي قصر الثقافة، وفي المسلسل اللي بيتفرجوا عليه، مش على تيك توك.

الأسرة المصرية هي نواة المجتمع، ولو النواة دي ضعفت، المجتمع كله هيقع، ومفيش أي نهضة أو تقدم بجد من غير ما نحافظ على قيمنا ونتمسك بتراثنا اللي بيشكل هويتنا وبيميزنا وسط العالم كله، القيم دي مش حكايات كانت زمان وبس، دي الأساس اللي هنقدر نبني عليه مستقبل قوي وأفضل لولادنا.

قيم المجتمع مش شعارات، دي البوصلة اللي بتحافظ على تماسك الأسرة، وكل ما ندي ولادنا بديل صحي وسليم، كل ما حنكون حميّناهم من الضياع، وضمنا جيل أقوى، واعي، ومتمسك بهويته وتراثه.

المهندس أحمد إسلام
أمين مساعد أمانة التخطيط والتطوير المركزية بحزب الشعب الجمهوري