أزمة غذائية في إسرائيل.. إضراب مرتقب بميناء حيفا يهدد بوقف استيراد القمح
أعلن عمّال ميناء حيفا في إسرائيل تنظيم إضراب مفتوح بالتزامن مع إغلاق رصيف الحبوب بميناء أسدود، في خطوة تهدد الاحتلال الإسرائيلي وتخلق أزمة غذائية وسط مخاوف من أزمة في استيراد القمح، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
أزمة غذائية في إسرائيل
ويأتي الإضراب المقرر يوم 12 أغسطس الجاري في توقيت حرج، إذ يتزامن مع إغلاق رصيف الحبوب في ميناء أسدود ومع نزاع عمالي نشط في صوامع حيفا، حيث يُحذر مستوردو الحبوب من أزمة في ذروة موسم الاستيراد، مؤكدين أنهم لا يملكون أماكن لتفريغ سفنهم.
ويهدد نحو 700 عامل في الميناء بالدخول في إضراب بدءًا من 12 أغسطس، الخطوة تتزامن مع إغلاق رصيف 21 المخصص لتفريغ الحبوب في ميناء أشدود، ومع استمرار النزاع العمالي في صوامع حيفا، وهو ما قد يخلق وضعًا لا تجد فيه سفن الحبوب أي ميناء للتفريغ.
العمال، المنضمون تحت لواء اتحاد الهستدروت في منطقة حيفا، أوضحوا أنهم منذ أشهر يتعاملون مع إدارة مؤقتة تؤخر توقيع الاتفاق الشامل المرتبط باتفاق العمل الجماعي، وأكدوا أمام محكمة العمل أن إدارة الميناء تستعين بعمّال مقاولين للقيام بمهامهم، فيما يعانون من نقص في الأيدي العاملة يضرّ بمصالحهم.
كما اتهموا الإدارة بإجراء تغييرات هيكلية واستئجار مساحات لتوسيع النشاط من دون إشعارهم، بينها توسيع مساحة تخزين السيارات المستوردة، وهو نشاط يتطلب عمالة أقل وأدى إلى تقليص ساعات عمل بعض العمّال، كما نُفذت تغييرات على شروط عملهم من دون اتفاق مسبق، بما يمس الترتيبات القائمة.
وقالت يديعوت أحرونوت، إنه حتى الآن وُقعت اتفاقيتان جماعيتان بين العمال والإدارة، فيما الاتفاق الثالث الذي يوحد الاتفاقات السابقة لا يزال قيد التفاوض، وخلال الأسبوع الماضي تلقى عدد من عمّال الشحن استدعاءات لجلسات استماع بدعوى وجود فائض في عدد العمال، ما يجعل كثيرين بلا مهام تشغيلية رغم تقاضيهم رواتبهم.
وأشارت الإدارة إلى أنها سمحت حتى منتصف يوليو بنقل العمال إلى أقسام تعاني نقصًا في الأيدي العاملة، لكن بعد أن أوقف الاتحاد هذا الإجراء، تقرر الشروع في إنهاء عمل عدد من العمّال، بحسب يديعوت أحرونوت.
وأفادت أن اتحاد العمّال في إسرائيل رفض مواصلة هذه الترتيبات، وأن الإدارة الحالية مؤقتة وتتجنب الوصول إلى تفاهمات، وأكد الاتحاد أنهم كانوا قريبين جدًا من توقيع اتفاق يسمح بالتقاعد الطوعي وتوظيف عمال جدد من الجيل الثالث وتحسين كفاءة عمل الميناء وتقليص فترات الانتظار التشغيلي، لكن مع تعثر المفاوضات، من المتوقع أن يشمل الإضراب جميع القطاعات في الميناء اعتبارًا من 12 أغسطس.
كما حذر اتحاد مستوردي الحبوب في إسرائيل من أن الإضراب المرتقب في ميناء حيفا، بالتزامن مع إغلاق رصيف 21 في ميناء أشدود لمدة أسبوعين في أغسطس بسبب أعمال بنية تحتية، ومع استمرار النزاع العمالي في صوامع حيفا، قد يفضي إلى أزمة خطيرة في القطاع.
وأوضح رئيس الاتحاد، إيتاي رون، أنه في الأسابيع المقبلة لن يكون لدى المستوردين أي مكان لتفريغ سفن الحبوب ومنتجاتها القادمة إلى الموانئ الإسرائيلية، داعيًا الحكومة للتدخل العاجل وضمان تفريغ السفن بشكل منتظم لتأمين إمدادات الغذاء.
وتأتي هذه المخاوف في ظل تأخر موسم الحصاد في أوكرانيا وروسيا، ما يجعل أغسطس ذروة موسم استيراد الحبوب، أما الموانئ الخاصة مثل ميناء خليج حيفا وميناء الجنوب فلا تملك بعد ترخيصًا رسميًا من الدولة لتفريغ البضائع العامة مثل الحبوب، بل تقتصر على سفن الحاويات. ك
إلي جانب ذلك، فإن ميناء مسفنوت إسرائيل غير قادر على استيعاب كامل واردات الحبوب، وبالتالي، إذا نُفّذت الإضرابات في ميناء حيفا وصوامعها، فلن يستقبل أي ميناء في البلاد شحنات الحبوب، وسيكاد استيراد القمح يتوقف تمامًا.
وفي حال اندلاع الإضراب، لن يقتصر الضرر على استيراد الحبوب فقط، بل سيطال أيضًا قطاعات استيراد السيارات والحاويات والبضائع العامة، ومن جانبها، أكدت إدارة ميناء حيفا أنها ستجري محادثات مع الهستدروت بشأن النزاع العمالي القائم.


