انتقادات وغضب عالمي.. القصة الكاملة لأزمة ظهور نتنياهو في بودكاست فريق Nelk Boys
قبل أيام ظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بودكاست فول سيند الأمريكي الكندي الذي يقدمه فريق نيلك بويز بهدف الوصول إلى فئة الشباب، في لقاء حقق نسبة مشاهدات عالية تجاوزت المليون مشاهدة، إلى جانب سيل من الانتقادات.
تصريحات نتنياهو مع فريق Nelk Boys
جاءت تصريحات نتنياهو ردًّا على أسئلة من فريق البرنامج تجاهلت ما يعانيه قطاع غزة من مجاعة خانقة، بينما ركزت على موضوعات شخصية وسطحية، أما عن نتنياهو فقد استغل الفرصة محاولا استقطاب الرأي العام لصالح إسرائيل.
وبينما نحو مئة ألف امرأة وطفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يمر ثلث سكان غزة أيامًا كاملة بلا طعام، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في الوقت نفسه، تتكدس أطنان من المواد الغذائية في المخازن على مشارف القطاع، بينما ترفض إسرائيل السماح بتوزيعها بحرية، ليجد الفلسطينيون الجوعى أنفسهم في مشهد أشبه بلعبة البقاء حيث يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء التي يديرها الأمريكيون ومؤسسة إنسانية مدعومة إسرائيليًا، إلى جانب أكثر من ألف فلسطيني استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي منذ نهاية مايو أثناء محاولاتهم الحصول على الطعام.
ورغم هذه الكارثة، اختار نتنياهو الحديث في مقابلة استمرت ساعة تقريبًا مع كايل فورجيارد وآرون ستينبرغ عن تفضيلاته في الوجبات السريعة، معلنًا أنه يفضل برجر كينج على ماكدونالدز، في حوار اتسم بالسطحية وجاء بلا أي مساءلة حقيقية.
نتنياهو، الذي يُعد من أبرز مهندسي سياسة التجويع الجماعي في غزة، استغل الحلقة للترويج لرواياته المكررة، فأشاد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكد أن زوجته سارة تعتبره صاحب قلب طيب، وألقى باللوم على حركة حماس زاعما أنها السبب في سقوط معظم الضحايا المدنيين وفي مأساة الجوع بالقطاع، مدعيًا أن الحركة تمنع السكان من المغادرة، كما زعم أن دعم النساء والمثليين لغزة أمر غير منطقي ووصفه بتشبيه ساخر يشبه الدجاج المخصص لسلسلة KFC، كما تطرق إلى انتقاد النائب الأمريكي زهران ممداني وتحدث مطولًا عن إيران.
المقابلة التي أراد نتنياهو من خلالها مخاطبة جمهور أمريكي شاب جاءت في وقت تتراجع فيه شعبية إسرائيل داخل هذه الفئة، بعد نحو عامين من حرب دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني، لكن الحلقة أثارت جدلًا واسعًا؛ قناة نيلك بويز خسرت أكثر من عشرة آلاف مشترك في أقل من يوم، فيما امتلأت التعليقات باتهامات لنتنياهو بارتكاب جرائم حرب وانتقاد للبودكاست على منحه منصة بلا تحديات حقيقية.
انتقادات الإعلاميين ركزت على أن استضافة شخصية متهمة بجرائم ضد الإنسانية دون بحث أو مساءلة تساهم في تبييض الانتهاكات الإسرائيلية، حتى عندما أصدر القضاء الدولي مذكرة توقيف بحق نتنياهو، ظل يتلقى معاملة تفضيلية في الإعلام الأمريكي ويحظى بلقاءات ودية مع سياسيين أمريكيين بارزين، فيما يُلاحق النشطاء المؤيدون للفلسطينيين بالاعتقال أو الترحيل.
وأشارت الانتقادات إلي أن المشكلة ليست فقط في بودكاست ترفيهي يمنح نتنياهو فرصة للحديث عن البورجر بينما أطفال غزة يموتون جوعًا، بل في عقود من التغطية الإعلامية الغربية التي ساهمت في نزع إنسانية الفلسطينيين وتجاهل السياق التاريخي للاحتلال وسياسات إسرائيل الممنهجة في حصار وتجويع سكان القطاع.


