أوحش 11 شهرًا قضيتهم في حياتي.. طبيبة بقسم النساء والتوليد بجامعة طنطا تستقيل بسبب انتهاكات إنسانية ومهنية
أثارت استقالة الطبيبة رنين جبر، النائبة السابقة بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت شهادة صادمة عن ظروف العمل داخل القسم، وما وصفته بـ الانتهاكات غير الإنسانية والمهنية، التي دفعتها مع 7 زملاء آخرين من أصل 15 نائبا إلى تقديم استقالاتهم الجماعية خلال أقل من عام.
استغاثة طبيبة في جامعة طنطا
وفي منشور مطوّل عبر صفحتها الشخصية، أكدت جبر أنه خلال اجتماع بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا، تم إخبارهم: وجودكم غير مرحب به، ومش هنشغلكم، قدموا استقالاتكم وامشوا، مضيفة أن هذه الرسالة كانت بداية سلسلة من الضغوط النفسية والبدنية التي وصلت إلى حد الانهيار.
وكشفت الطبيبة المستقيلة عن جدول عمل غير آدمي، يشمل نوبات تصل إلى 72 و82 ساعة متواصلة دون نوم فعلي، حيث يُمنع النواب من تقسيم النوم أو الراحة، كما يُطلب منهم التواجد بالمستشفى منذ الخامسة صباحًا دون مبرر طبي واضح.
وأوضحت أن الأطباء كانوا ينامون على الأرض أو على أسِرّة المرضى والولادة، وسط ظروف غير آدمية، مؤكدة أن إحدى زميلاتها تعرضت للسرقة أثناء نومها في غرفة "غير مؤمنة".

ووصفت جبر الأجواء داخل القسم بأنها تعكس ثقافة إذلال ممنهجة، مشيرة إلى أن النواب كانوا يُعاملون كعمال أو مساعدين تمريض في كثير من الأحيان، مع استخدام ألفاظ مهينة مثل: الچنيور ميقولش لا.. ولو مش قادر تمشي العمال اعمل شغلهم بنفسك.
وأضافت أن القسم كان يفرض على النواب قواعد صارمة، منها ضرورة إبلاغ من هو أعلى منهم قبل النوم أو دخول الحمام أو حتى الخروج لجلب ماء، مشيرة إلى أنه تم تحويلهم أكثر من مرة إلى "الشئون القانونية" دون أسباب واضحة.
وأبدت جبر أسفها لما وصفته بـ"الحرمان من التعليم"، قائلة إنهم لم يحصلوا على فرصة حقيقية للتعلم أو إجراء عمليات كبرى، ولم يُسمح لهم بالتقديم على الماجستير في التوقيت نفسه كباقي التخصصات، رغم وعود إدارة القسم في بداية التعيين.
“كنت أتمنى أن أصبح دكتورة نسا شاطرة”..، بهذه العبارة اختتمت رنين جبر شهادتها، مؤكدة أنها ضحت بكل شيء خلال 11 شهرًا من العمل المضني، ولم تحصل في المقابل على التقدير أو حتى الحد الأدنى من حقوقها كطبيبة تحت التدريب.
وقد أثار المنشور ردود أفعال واسعة من قبل الأطباء والمجتمع المدني، مطالبين وزارة الصحة ونقابة الأطباء بفتح تحقيق عاجل في تلك الانتهاكات، وضمان حقوق الأطباء المتدربين في بيئة تعليمية ومهنية عادلة تحفظ كرامتهم وسلامتهم النفسية والجسدية.







