«أنتِ الأهم»: المرأة أثبتت أنها ليست فقط شريكًا في القرار… بل قائدة في بناء الجمهورية الجديدة
في لحظة فاصلة من تاريخ الدولة المصرية، حيث تُعاد صياغة ملامح الجمهورية الجديدة على أسس المساواة والعدالة، جاءت مشاركة المرأة في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة لتؤكد من جديد أنها ليست فقط شريكًا في القرار، بل ركيزة أساسية في استقرار الوطن ونهضته.
وبهذه المناسبة، تتوجّه مبادرة «أنتِ الأهم» بتحية فخر وامتنان إلى المرأة المصرية، التي شاركت بإيجابية ووعي في هذا الاستحقاق الوطني، لتثبت أن تمكينها لم يعد مجرد شعار، بل واقع يُصنع كل يوم على الأرض.
من الرمزية إلى التأثير… المرأة تصنع الفارق
لقد أثبتت التجربة أن تمكين المرأة المصرية لم يعد حبيس النصوص الدستورية أو السياسات الحكومية، بل بات تجسيدًا عمليًا لدورها الحيوي في كافة مجالات الحياة، فما شهدناه في مشهد الانتخابات الأخيرة هو امتداد طبيعي للتحولات الكبرى التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال العقد الماضي، حيث انتقلت المرأة من مقاعد الانتظار إلى مواقع القيادة والتأثير، وفرضت حضورها في السلطة التنفيذية والتشريعية، وفي القضاء والدبلوماسية.
عمرو حسن: كل صوت نسائي كان نبضة في قلب الوطن
من جانبه، ثمّن الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العيني، مقرر المجلس القومي للسكان ومؤسس مبادرة «أنتِ الأهم»، المشاركة المشرفة للمرأة المصرية في الانتخابات الأخيرة، قائلًا: أوجّه تحية تقدير لكل سيدة مصرية اختارت أن تكون فاعلة في بناء مستقبل وطنها.. لم تكن مشاركتكن فقط من باب أداء الواجب، بل كانت شهادة حية على وعي متقد، وانتماء أصيل، وإيمان حقيقي بالجمهورية الجديدة التي تبنى على أساس الشراكة الكاملة بين الرجل والمرأة.
وأضاف: ما رأيناه من إقبال السيدات على صناديق الاقتراع يعكس حالة نضج سياسي غير مسبوقة.. لقد أصبح صوت المرأة عنوانًا للثقة، وأداة حقيقية للتغيير.
مبادرة «أنتِ الأهم».. من التوعية إلى التأثير
كانت مبادرة «أنتِ الأهم» قد اطلقت حملة رقمية قبل الانتخابات، وركزت على:
- تحفيز المشاركة السياسية للمرأة.
- تبسيط المفاهيم السياسية للشابات.
- إبراز النماذج النسائية الملهمة في العمل السياسي.
واليوم، وبعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي، تثبت الأرقام أن هذه الجهود لم تذهب سدى، بل أسهمت في خلق وعي جماهيري داعم لمشاركة المرأة ودورها القيادي.
تمكين المرأة… من السياسة إلى الصحة إلى الاقتصاد
ويرى الدكتور عمرو حسن أن التمكين الحقيقي للمرأة لا يتجزأ، وأن مشاركتها السياسية هي أحد أركان مشروع وطني أوسع يشمل التمكين الصحي والاجتماعي والاقتصادي، ويؤكد: حين تحضر المرأة في البرلمان، تصبح سياسات الصحة والتعليم والتكافؤ الاجتماعي أكثر عدالة.. وحين تُسمع أصوات النساء، تُعبَّر عن هموم الأسر والمجتمعات بمنتهى الصدق.
سيرة ومسيرة.. من الطب إلى قضايا الوطن
ليس غريبًا أن تأتي هذه المبادرة من شخصية بحجم الدكتور عمرو حسن، الذي لا يقتصر تأثيره على مجاله الطبي كأستاذ لأمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، بل امتد دوره إلى المجال العام عبر تأسيس مبادرات رائدة كـ«أنتِ الأهم» ومؤسسة «مصر للتنمية الصحية والمستدامة»، والتي نفذت عشرات الحملات المجتمعية بالشراكة مع منظمات دولية كبرى (صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليونيسيف وبلان إنترناشيونال)، مُستهدفةً النساء والفتيات في المناطق المهمّشة.
وبفضل إيمانه العميق بأن التمكين السياسي والاجتماعي والصحي للمرأة يمثل ركيزة رئيسية في مشروع الدولة المصرية لبناء الجمهورية الجديدة، فلقد شارك الدكتور عمرو حسن في صياغة السياسات السكانية والصحية، ودمج قضايا المرأة في الخطط الوطنية، كما تم اختياره مستشار لوزير الصحة والسكان لشئون السكان وتنمية الأسرة وعضوًا في تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عام 2023، ليلعب دورًا محوريًا في دعم التشريعات والسياسات العامة الداعمة للعدالة والمساواة بين الجنسين.
تكريمات وإنجازات تُجسّد الثقة
نال الدكتور عمرو حسن العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها:
- لقب الطبيب المثالي على مستوى الجمهورية عام 2022 من نقابة أطباء مصر.
- جائزة أفضل بحث علمي من المجلة الدولية لأمراض النساء والتوليد (IJGO) عام 2014.
- اجتياز برنامج شيكاغو بوث للتعليم التنفيذي عام 2024، تحت إشراف كلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو، حيث تسلّم الشهادة من العميد السيد "ميدهاف راجان".
من صناديق الاقتراع إلى المستقبل
في ختام كلمته، وجّه الدكتور عمرو حسن رسالة تقدير لكل امرأة مصرية شاركت في رسم ملامح المرحلة المقبلة: مشاركتكن لم تكن فقط في لحظة انتخابية، بل كانت إعلانًا عن عهد جديد.. جمهورية تُبنى بسواعد جميع أبنائها، وخصوصًا بناتها، شكرًا لكل سيدة مصرية آمنت أن صوتها قوة.. وأن دورها لا يُختزل، بل يُحتفى به في قلب مشهد الوطن.


