دراسة: تشوّه صورة الجسد لدى المراهقات يُفاقم أزمات الصحة النفسية
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة بلوس ون عن أزمة نفسية مقلقة بين المراهقين، وخاصةً الفتيات، في كوريا الجنوبية، بسبب التصور الخاطئ لصورة الجسد.
ووفقا لفايند استادي، الدراسة التي أجرتها الباحثة إيونها جون على أكثر من 51 ألف طالب وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية، أظهرت أن الفتيات اللواتي لا يُعانين من السمنة فعليًا لكن يعتقدن ذلك، معرضات بشكل أكبر للاكتئاب والتخلص من النفس مقارنةً بغيرهن.
دراسة: تشوّه صورة الجسد لدى المراهقات يُفاقم أزمات الصحة النفسية
فبحسب النتائج، فإن احتمالات الإصابة بالاكتئاب ارتفعت بنسبة 10.6% لدى الفتيات غير البدينات اللواتي اعتقدن أنهن زائدات الوزن، كما زادت احتمالات التفكير أو محاولة الانتحار لديهن بنسبة 29.5% مقارنةً بمن اعتبرن أنفسهن ناقصات الوزن.
أما لدى الأولاد، فالوضع كان مختلفًا. فقد أظهرت النتائج أن تصور الوزن الزائد لم يكن مرتبطًا بزيادة واضحة في معدلات الاكتئاب أو الانتحار، بينما كان تصور الوزن الطبيعي مرتبطًا بصحة نفسية أفضل من تصور نقص الوزن، ما يعكس اختلاف تأثير الضغوط الثقافية المتعلقة بصورة الجسد بين الجنسين.
تُسلّط الدراسة الضوء على تأثير المعايير الجمالية غير الواقعية التي تروّج لها وسائل الإعلام ومواقع التواصل، والتي تُحمّل الفتيات بشكل خاص ضغوطًا هائلة لتحقيق الجسد المثالي، كما أظهرت الأرقام أن 30.7% من الفتيات يعانين من أعراض اكتئابية مقارنةً بـ 21.3% من الفتيان، بينما ظهرت مؤشرات انتحارية لدى 18.2% من الفتيات مقابل 10.7% من الأولاد.
وتحذر الدراسة من أن برامج الوقاية من السمنة، التي تركز فقط على الوزن والسلوكيات الصحية، قد تُغفل عنصرًا حاسمًا، وهو إدراك الفرد لوزنه وشكل جسمه. وتشير إلى أن تعديل هذا الإدراك الخاطئ يمكن أن يكون أداة وقائية فعالة ضد مشاكل الصحة النفسية، وخاصة بين الفتيات.
ويُطالب خبراء الصحة النفسية بإدراج استراتيجيات جديدة في المدارس والعيادات، تشمل تعليم المراهقين تقييم أجسامهم بشكل واقعي، وتحدي الصور النمطية التي يُكرّسها الإعلام، بالإضافة إلى تفعيل دور الأسر ومقدمي الرعاية في رصد التغييرات النفسية الخطيرة المرتبطة بصورة الجسم.
وفي بلد مثل كوريا الجنوبية، التي تسجّل ثاني أعلى معدلات انتحار بين الشباب في الدول المتقدمة، تشير هذه الدراسة إلى أن فجوة الإدراك بين شكل الجسم الحقيقي والمتخيّل لم تعد مجرد قلق نفسي، بل خطر صحي عاجل يستدعي التدخل السريع.
