أوروبا تستخدم المعز لمكافحة حرائق الغابات مقابل راتب ثابت للرعاة.. ما القصة؟
في مشهد مألوف بات جزءًا من استراتيجية مبتكرة لمكافحة الحرائق، تجوب مئات المعز طرق كتالونيا المعبدة، في إسبانيا، متوقفة بين الحين والآخر لتلتهم الشجيرات الجافة التي تكسو أطراف الغابات، فيما أوضحت وكالة رويترز أن هذا القطيع المتنقل من بلدة إلى أخرى يقود مشروعًا تجريبيًا في مدينة ماتارو، ضمن مبادرة أوسع ممولة من الاتحاد الأوروبي للحد من خطر حرائق الغابات.
أوروبا تستخدم المعز لمكافحة حرائق الغابات
وأكد عضو المجلس المحلي في ماتارو والمسؤول عن ملف الزراعة، خوسيه أنطونيو ريسيس، نجاح المشروع وأنه سيستمر، ويقود الرعاة الرحل القطعان حول المناطق الحضرية لخلق فواصل طبيعية للحرائق في سلسلة جبال مونتنيجري، حيث ساهمت هذه الجهود، إلى جانب تدابير وقائية أخرى، في خفض عدد الحرائق بالمنطقة، رغم استمرار أسوأ موجة جفاف منذ قرن للعام الثالث على التوالي.
ويشتهر المعز بشراهته، إذ يتغذى حتى على النباتات الشوكية مثل الصبار والعليق، ما يجعله مثاليا لإزالة الأعشاب والشجيرات القابلة للاشتعال، وتعود هذه الطريقة في الوقاية من الحرائق إلى قرون مضت، لكن بعض المزارعين باتوا يعودون إليها بدل الاعتماد على الآلات الحديثة، بحثًا عن أساليب زراعية أكثر استدامة، وفي إقليم جاليثيا، تؤدي الخيول البرية الدور نفسه.
وعلى أطراف المناطق السكنية في مقاطعة ماريسمي الساحلية، يصفر الراعيان فرانسيسك تاكسيدو وبدرو ألبا لكلابهما لتوجيه القطيع، وقد قرر الاثنان دمج قطعانهما واعتناق حياة الرعي المتنقل، فحسب تقرير رويترز، بدأ تاكسيدو مشواره قبل 14 عامًا بتجربة صغيرة لتربية المعز في ضواحي برشلونة، لكن أغلب من بدأوا معه تركوا العمل لصعوبته، ليبقى مع سبعة معز فقط، أما ألبا، فترك حياة مختلفة تمامًا كموسيقي جوال بعدما أوقفت الجائحة جولاته، فاشترى بعض المعز من تاكسيدو وبدأ العمل، مستفيدًا من إمكانية اصطحاب ابنه الصغير معه.
ويحصل الرعاة على دخل من البلديات التي تستعين بهم، ومن صانعي الجبن الذين يقدّرون حليب المعز المتنقل لجودته العالية، إذ يتغذى على نباتات متنوعة ولا تحتاج إلى أعلاف إضافية، ما يمنح الحليب طعمًا أغنى ونسبة بروتين ودهن أعلى تتغير مع الفصول، لكن هذا العمل يتطلب تعاملًا مستمرًا مع الإجراءات البيروقراطية واللوائح الصحية.
