السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

باحثة بمرصد الأزهر: المتطرفون حولوا الفقه من هداية ورحمة إلى أداة إدانة وتكفير

مركز الأزهر
دين وفتوى
مركز الأزهر
الجمعة 08/أغسطس/2025 - 11:24 م

أكدت الدكتورة لمياء محمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الفقه الإسلامي لم يكن يومًا سكينًا تُقطع به الرقاب، بل كان مصباحًا يهدي الضمائر في العتمة، وميزانًا يزن الأفعال بميزان العدل، مشيرة إلى أن التنظيمات المتطرفة جرّدت الفقه من رحمته، وقرأته بعينٍ يغمرها الغضب، فجعلت منه مشروع إدانة لا مشروع هداية.

باحثة بمرصد الأزهر: المتطرفون حولوا الفقه من هداية ورحمة إلى أداة إدانة وتكفير

وأوضحت لمياء، خلال تصريحات تليفزيونية، أن المتطرف لا يرى في الفقه إلا سلطته، ولا في النصوص الشرعية إلا وسيلة لخدمة مصالحه، ولهذا جاءت قراءاتهم المتطرفة للفقه الإسلامي مشوهة ومنحرفة عن مقاصد الشريعة.

وأضافت أن هذه التنظيمات تعتمد على الجمود الحرفي، والانتقائية، والتجاهل التام للمقاصد الشرعية، مما يؤدي إلى استنتاجات متطرفة ومتناقضة مع روح الإسلام السمحة.

وأشارت إلى أن النصوص المتعلقة بالحدود أو الجهاد يتم اقتطاعها من سياقها التاريخي والفقهي، وتُستخدم لتبرير العنف، دون النظر إلى أهداف الشريعة الكبرى، كما يستند المتطرفون إلى أقوال شاذة أو فتاوى منسوخة وضعيفة، ويُركّزون على أحكام جزئية مثل اللحية أو النقاب – مع الاحترام الكامل لها – على حساب المقاصد الكلية للشريعة، مثل العدل والرحمة وحفظ النفس.

وأضافت الباحثة أن بعض التنظيمات المتطرفة تُسخر مصطلحات فقهية مثل دار الكفر ودار الإسلام لتبرير العنف أو رفض الاندماج في المجتمعات الغربية، بل وتتجاوز ذلك بجعل الرأي الفقهي الذي تتبناه التنظيمات هو الدين نفسه، ومن خالفه فقد خالف الإسلام. وهذا ما جعل الخلاف الفقهي يتحول إلى ساحة للولاء والبراء، وميدانًا للطعن في المخالف، ورميه بالكفر والفسق والبدعة.

وحذّرت الدكتورة لمياء من الآثار الخطيرة لهذا النوع من القراءة المنحرفة، والتي تتسبب في تشويه صورة الإسلام عالميًا، وربط الدين بالعنف وسفك الدماء، مما يُنفر الناس من الفقه والعلماء، ويخلق فجوة بين الشباب والمؤسسات الدينية، ويؤدي إلى تفتيت المجتمعات وإثارة الفتن الداخلية باسم تطبيق الشريعة

تابع مواقعنا