دعاء للزواج من الحبيب.. هل مشاعر ما قبل الارتباط حرام؟
ترغب الفتيات في معرفة حكم الدعاء للزواج من الحبيب، خاصة اللواتي لم يجمعهن خطبة بمن تحب، أو يقابلهن معوقات في الارتباط ممن تميل إليهن قلوبهن. ولأن الدعاء أمر هام في حياة الإنسان، وبه تتحقق الامنيات وما نراه مستحيلا، تميل بعض الفتيات إلى معرفة دعاء للزواج من الحبيب لا يحمل إثمًا ويكون في إطار الضوابط الشرعية، وطلبا الستر والحلال.
وعبر التقرير التالي نتعرف على حكم الدعاء للزواج من الحبيب وضوابط العلاقات العاطفية.
دعاء للزواج من الحبيب
يمثل الدعاء للزواج من الحبيب في ظاهره، وسيلة غير مشروعة لارتباطها بمشاعر عاطفية لا يجب البوح عنها، إلا إن الدين وضع حدود لتلك المشاعر ولم يحرمها مطلقا.

حول حكم الدعاء للزواج من الحبيب، قال الشيخ محمد رضا، العالم الأزهري، إن الحب والمشاعر جزء من الطبيعة الإنسانية التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
وأوضح أن التقاء الأرواح أمر طبيعي قد يحدث بين الناس، ليس شرطًا أن يكون هناك قبول متبادل دائمًا، كذلك الراحة النفسية بين الأشخاص من علامات تلاقي الأرواح.
وقال كلمة "الحب" في القرآن الكريم ذكرت 88 مرة، ولكن عند الحديث عن الزواج، استخدم القرآن مصطلح "مودة ورحمة" بدلًا من الحب، وهذا له حكمة عميقة.
وحول الضوابط الشرعية للتعامل مع المشاعر للشباب والفتيات، أوضح أن المبدأ الأساسي هو اتباع الهدي النبوي في التعامل مع هذه المشاعر، فالفتاة لا يجوز لها أن تصرح للشاب بإعجابها به مباشرة، كذلك الشاب يجب أن تكون نيته الزواج وليس التسلية.
ونوه إلى أن القاعدة الذهبية التي تقول "اعمل ما شئت فكما تدين تدان" تعني أن ما ترضاه لأختك وأمك فافعله تجاه من تحب.
واستشهد بحديث نصه: جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: "في حجري يتيمة، تقدم لها رجل موسر ورجل معدم، ونحن نريد الموسر وهي تريد المعدم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنكحوا التي تحب"، فالمال ليس المعيار الوحيد في الاختيار
وشدد على أهمية الراحة النفسية والتوافق الروحي، ورضا الطرفين للزواج الناجح، مع اداء صلاة الاستخارة، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يؤلف بين القلوب، لقوله صلى الله عليه وسلم "قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء"، فالله أعلم بمن يصلح لك في دينك ودنياك
وأوضح أن بعد مرحلة الإعجاب والقبول المبدئي، وقبل اتخاذ القرار النهائي، لابد من صلاة الاستخارة، وسرد قصة مغيث وبريرة، حيث كان مغيث يحب بريرة لكنها لم تحبه، النبي صلى الله عليه وسلم شفع له لكن لم يأمرها، فبريرة قالت: "لو كان أمرًا لنفذت، لكن لا أريده"، فالزواج يجب أن يقوم على الحب المتبادل.
وأكد إن الحب قبل الزواج مباح بضوابط شرعية محددة، والهدف هو الوصول إلى زواج قائم على المودة والرحمة التي تدوم وتستمر رغم تحديات الحياة.
وشدد على أن المطلوب هو اتباع الهدي النبوي في كل خطوة، من الإعجاب المبدئي إلى الاستخارة والخطبة ثم الزواج المبارك.

كيف أدعو الله لكي أتزوج بمن أحب؟
وبعد التزام الضوابط الشرعية، نتعرف على صيغ الدعاء للزواج من الحبيب بكلمات مشروعة:
- اللهم إن كان في زواجي من (اسم الشخص) خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي، فيسره لي وبارك لي فيه، وإن كان غير ذلك فاصرفني عنه واصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. اللهم أعني على طاعتك وطاعة رسولك، واجعل زواجي عونًا لي على ديني.
- ربي إني أسألك من فضلك ورحمتك أن تجمع بيني وبين من أحب في الحلال الطيب، اللهم إن كان هذا الزواج خيرًا لديني وتقواي فاكتبه لي، وإن كان فيه شر لي فاصرفني عنه واصرفه عني. اللهم اقدر لي الخير واجعلني راضيًا بقضائك وقدرك.
- اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، يا مدبر الأمور، إن كان في اقتراني بـ (اسم الشخص) صلاح لديني ودنياي وآخرتي فاجمع بيننا على طاعتك ومرضاتك، وإن كان غير ذلك فاختر لي ما هو خير لي، إنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب.
- رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك في أمر زواجي، فإن كان خيرًا لي فاقدره لي ويسره، وإن كان شرًا فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان. اللهم بارك لي في قضائك وقدرك.
- اللهم أنت تعلم ما في قلبي من محبة لهذا الإنسان، فإن كان في الزواج منه خير لي في ديني ودنياي فيسره لي، وأعني على إعفاف نفسي وإعفافه، واجعل زواجنا قربة إليك وطاعة لك ولرسولك. اللهم إن لم يكن خيرًا فاصرف قلبي عنه واقدر لي خيرًا منه.
- يا الله يا رحمن يا رحيم، أسألك أن تجعل بيني وبين من أحب المودة والرحمة إن كان في ذلك خير، اللهم إن كان هذا الشخص سيعينني على طاعتك وعبادتك فاجمع بيننا، وإن كان سيصرفني عن دينك فاصرفني عنه. اللهم اختر لي ما تعلم أنه خير لي.
- اللهم صل وسلم على نبينا محمد، اللهم إني أدعوك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تقدر لي الزواج المبارك الطيب، فإن كان في الزواج من هذا الإنسان خير فاكتبه لي في اللوح المحفوظ، وإن كان غير ذلك فاكتب لي خيرًا منه، إنك على كل شيء قدير.
- رب العالمين، يا من بيدك مقاليد كل شيء، أسألك أن تيسر لي الزواج الصالح الذي يقربني إليك، اللهم إن كان هذا الشخص من نصيبي وقدري فلا تحرمني منه، وإن لم يكن كذلك فارزقني خيرًا منه، واجعل قلبي راضيًا مطمئنًا بقضائك وقدرك.
- اللهم يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، أسألك أن تبارك لي في أمر زواجي، اللهم إن كان في هذا الزواج عفة لي وصلاح لديني فاقدره لي، وأعني على حسن الخلق والمعاملة. اللهم اجعل زواجي سكنًا ومودة ورحمة، واصرف عني كل سوء.
- اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل زواجي خيرًا لي في ديني ودنياي، اللهم وفق بيني وبين من تعلم أن في الزواج منه خيرًا، واصرفني عمن تعلم أن في الزواج منه ضررًا، إنك على كل شيء قدير.


