آخر صورة لأنس الشريف تكشف الحقيقة.. هل دفع حياته ثمنًا لنقل مشاهد المجاعة في غزة بعد تهديدات إسرائيل؟
فوجئ الوسط الصحفي بخبر استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، الذي استمر في فضح جرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وجاء خبر استشهاد أنس الشريف، بعد تلقيه تهديدات من الاحتلال الإسرائيلي بالقتل وذلك حال استمراره في نشر صور المجاعة في غزة.
استشهاد أنس الشريف
استشهد مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، أنس الشريف، أمس الأحد، إثر استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لخيمة الصحفيين المقامة بجوار مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة.
وكان الشريف يغطي الأحداث الميدانية لحظة تعرض الموقع للقصف، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة فارق الحياة على إثرها، في حادثة تضاف إلى سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة ضد الإعلاميين في القطاع.
هل دفع أنس الشريف حياته ثمنًا لنقل مشاهد المجاعة في غزة بعد تهديدات إسرائيل؟
بالبحث في صفحة أنس الشريف بموقع فيس بوك، تبين أنه نشر منشورين قبل استشهاده بساعة، أول منشور وجه فيه رسالة للعالم الصامت أمام جرائم الاحتلال الإسرائيل، الذي يرغب في احتلال غزة بالكامل.
والثانية، وهي الأهم صورته مع أحد الأطفال، الذي نهش الجوع جسده، وذلك بسبب نقص المستلزمات الأساسية لإطعام هؤلاء الأطفال، مع نقص شديد في المساعدات الإنسانية بسبب الحصار الإسرائيلي لغزة.
وتلك الصورة التي نشرها أنس الشريف، جاءت مع رسالة لإسرائيل ردًا منه على استمراره في نقل صور المجاعة في غزة رغم تلقيه تهديدًا بقتله، وجاء في رسالته التالي: التغطية مستمرة ولن تتوقف بإذن الله، مهما كانت الظروف، ومهما عظمت المخاطر والتهديدات، الصورة ستصل.
ورسالة أنس الشريف التي تحدّى فيها الاحتلال، تؤكد أن الجيش الإسرائيلي نفّذ تهديده، ليغتال الصحفي الذي لم يتوقف يومًا عن توثيق معاناة أهالي غزة ونشر صور المجاعة، التي تعصف بالقطاع، ورغم محاولات الاحتلال إنكار وجود هذه المأساة، جاءت دماء الشريف شاهدة على الحقيقة التي حاولوا طمسها.
منع التصوير في قطاع غزة
ويأتي خبر استشهاد أنس الشريف، بعد منع إسرائيل للصحفيين الدوليين من التصوير داخل القطاع، فكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن السلطات الإسرائيلية منعت القوات الجوية المشاركة في عمليات إسقاط المساعدات فوق قطاع غزة من السماح للصحفيين بتوثيق مشاهد الدمار الواسع الذي خلفته الحرب.
ووفق الصحيفة، شددت الجهات المختصة على ضرورة إبقاء الإعلام بعيدًا عن مواقع الإنزال، في خطوة تهدف إلى حجب الصور التي تعكس حجم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وأضاف التقرير، أن السلطات الإسرائيلية هددت بوقف عمليات الإنزال الجوي بالكامل إذا تم نشر أي مقاطع فيديو أو صور توثق الدمار، في إجراء اعتبره مراقبون محاولة متعمدة للسيطرة على السرد الإعلامي ومنع وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي، في ظل اتهامات متزايدة لإسرائيل بمحاولة التعتيم على آثار حربها على غزة.
