تحذيرات من استخدام غواصات لتهريب الكوكايين في بريطانيا
حذر خبراء أمنيون من إمكانية لجوء عصابات تهريب المخدرات إلى استخدام غواصات مسيّرة تحت الماء تُعرف باسم غواصات المخدرات لنقل الكوكايين إلى المملكة المتحدة، في خطوة تمثل تصعيدًا جديدًا في أساليب التهريب البحري.
غواصات لتهريب الكوكايين في بريطانيا
ووفقًا لتقارير الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA)، فقد أُطلق العام الماضي نحو 60 تحقيقًا في عمليات تهريب تضمنت إلقاء طرود المخدرات في البحر بواسطة سفن حاويات، قبل أن تُستعاد لاحقًا بواسطة قوارب صيد أو قوارب مطاطية سريعة، ورغم ضبط عدة محاولات، يخشى مسؤولون أن يكون المجرمون قد بدأوا بالفعل في تجربة تكنولوجيا الغواصات المسيّرة.
وقال بيتر والش، مؤلف كتاب حرب المخدرات إن استخدام هذا النوع من الغواصات يمنح العصابات ميزة كبيرة، إذ يزيل خطر القبض على طاقم القوارب ويقلل من خسائرهم في حال اعتراض الشحنة.
أساليب العصابات الأوروبية
لطالما اعتمدت عصابات أمريكا الجنوبية على غواصات مأهولة أو شبه مأهولة لتهريب المخدرات، وقد رُصدت أول غواصة مرتبطة بهذه الأنشطة في أوروبا عام 2006 قرب السواحل الإسبانية، وفي 2019 اعترضت الشرطة سفينة بطول 65 قدمًا يعتقد أنها أبحرت من كولومبيا لمسافة تقارب 4.800 ميل بحري.
ورغم أن المملكة المتحدة لم تسجل حتى الآن أي حالة تهريب باستخدام غواصات، فإن الخبراء يحذرون من أن دخول هذه التكنولوجيا إلى مياهها الإقليمية سيكون مؤشرًا مقلقًا على تطور أساليب العصابات، ففي إسبانيا عام 2020، ضبطت الشرطة ثلاث غواصات مسيّرة تحت الماء، صُممت لحمل نحو 200 كيلوجرام من المخدرات عبر مضيق جبل طارق.
وتعمل هذه الغواصات بنظم ملاحة GPS ويمكن تشغيلها عن بُعد من أي مكان في العالم، وغالبًا ما تُبنى في مناطق معزولة داخل أراضي الكارتلات، غير أن بنيتها البدائية تجعلها عرضة للأعطال والحوادث، كما حدث في 2024 حين أُنقذ طاقم غواصة بعد إغراقها عمدًا لتجنب القبض عليهم.
ويُعد الساحل الصخري لمنطقة غاليسيا الإسبانية نقطة تهريب مثالية، بفضل مياهه المحمية وخلجانه المخفية، حيث يُفرغ المهربون الشحنات قبل نقلها إلى الموزعين. وفي البحر الكاريبي، نفذت البحرية الملكية البريطانية العام الماضي عملية مشتركة مع خفر السواحل الأمريكي أسفرت عن ضبط طنين من الكوكايين بقيمة 160 مليون جنيه إسترليني، ضمن سلسلة عمليات اعترضت ما قيمته 750 مليون جنيه إسترليني من المخدرات في سبعة أشهر فقط.


