قائد القوات البحرية الأسبق يحصل على ثقة الرئيس السيسي للعام السابع على التوالي.. أسامة ربيع ورحلة عطاء للوطن
حصل الفريق أسامة ربيع، رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، والعضو المنتدب، على ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للعام السابع له على التوالي منذ تعيينه في عام 2019.
وبحسب جريدة الوقائع المصرية، نصت المادة الأولى من قرار رئيس الجمهورية رقم 426 لسنة 2025، على مد خدمة الفريق أسامة منير محمد ربيع - رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس وعضو مجلس الإدارة المنتدب لمدة عام إضافي آخر، اعتبارًا من غد الثلاثاء الموافق 12 أغسطس 2025.
من هو أسامة ربيع؟
وُلد أسامة ربيع عام 1955، وتخرج في الكلية البحرية عام 1977، ثم تدرج في المناصب في القوات البحرية المصرية حتى تولى قيادتها عام 2012، حيث لعب دورًا محوريًا في تطوير قدراتها وتعزيز جاهزيتها القتالية.
في ديسمبر 2016، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين الفريق أسامة ربيع نائبًا لرئيس هيئة قناة السويس، قبل أن يُسند إليه منصب رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس في أغسطس من عام 2019.
ومنذ ذلك الحين، قاد الفريق ربيع، هيئة قناة السويس، بخطط تطوير شاملة تضمنت تحديث الأسطول البحري، وتعميق المجرى الملاحي، وتبني مشروعات استراتيجية مثل قناة السويس الجديدة، لتعزيز قدرة القناة على استيعاب السفن العملاقة وزيادة العوائد، وهو ما لوحظ مؤخرًا في زيادة إيرادات السفن من القناة.
رحلة عطاء فريدة لرجل المهام الصعبة
يمتلك الفريق ربيع خبرة طويلة في مجالات الإدارة البحرية وتطوير البنية التحتية للموانئ والممرات الملاحية، وشارك في الإشراف على مشروعات استراتيجية، أبرزها مشروع قناة السويس الجديدة، وتطوير الأسطول البحري للقناة، وإدخال أنظمة ملاحية متطورة.
وتحت قيادته، سجلت قناة السويس أرقامًا قياسية في الإيرادات وحركة العبور، حتى في ظل التحديات العالمية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة الماضية مثل جائحة كورونا واضطرابات سلاسل الإمداد في البحر الأحمر.
وفي خطاباته مع المستثمرين العالميين، يؤكد الفريق ربيع دائمًا أن تطوير قناة السويس ليس خيارًا بل ضرورة وحتمية وطنية من أجل المستقبل، مشددًا على أن العمل مستمر داخل القناة لمواكبة التغيرات العالمية في صناعة النقل البحري، وإعطاء رسالة ضمان وقوة لجميع الشركات البحرية العالمية بأن قناة السويس ستظل ركيزة أساسية للعبور بين الشمال والجنوب.
تداعيات الهجمات على البحر الأحمر
في نوفمبر من عام 2023 قبل الماضي، شنت حركة الحوثي اليمنية، هجمات مكثفة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، بدعوى التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في حركة الملاحة الدولية.
هذه الهجمات دفعت العديد من شركات الشحن العالمية إلى تحويل مسار سفنها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول حول قارة أفريقيا، الأمر الذي يتسبب في زيادة تكلفة النقل والتأمين البحري لهذه الشركات، ما أدى بدوره أيضًا إلى ارتفاع تأسعار الشحن العالمية.
كيف غيّر أسامة ربيع موقف شركات الشحن العالمية لعودة العبور من قناة السويس في ظل أزمة البحر الأحمر؟
لم يصمت أسامة ربيع أمام تلك التحديثات والأزمات العالمية التي ضربت سلاسل الإمداد في البحر الأحمر وجعلت شركات الشحن العالمية لتغيير وجهتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، إذ بحث الفريق ربيع عن بدائل لتقليل تأثيرات الأزمة على عملائها من استحداث حزمة من الخدمات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل مرورا بتبني سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة، منها تثبيت مستوي رسوم العبور عبر القناة، فضلا عن تحقيق التواصل المستمر والفعال مع الخطوط الملاحية وشركات الشحن الكبرى.
وأكد الفريق ربيع، أن أزمة البحر الأحمر لم تسفر عن خلق طريق مستدام بديل لقناة السويس، بل أثبتت أهمية القناة لاستدامة واستقرار سلاسل الإمداد العالمية، حيث أدى اتخاذ العديد من الخطوط الملاحية لطريق رأس الرجاء الصالح إلى ارتفاع نوالين الشحن وزيادة التكاليف التشغيلية وقيم التأمين البحري فضلا عن ما نتج عن زيادة مدة الرحلات من زيادة استهلاك الوقود وارتفاع مستوى الانبعاثات الكربونية الضارة في البيئة البحرية.
أسامة ربيع يؤكد جاهزية قناة السويس للتعامل مع المواقف الصعبة رغم الأزمات العالمية
وخلال استقباله وفدا دبلوماسيا رفيع المستوى من السفراء المرشحين لتمثيل مصر بالخارج، منذ أيام قليلة، شدد الفريق أسامة ربيع على أن قناة السويس مستمرة في تقديم خدماتها البحرية والملاحية رغم التحديات الأمنية بمنطقة البحر الأحمر، كما أشار إلى جاهزية القناة للتعامل مع المواقف الصعبة وحالات الطوارئ المختلفة لضمان استدامة حركة التجارة العالمية المارة بالقناة.
وأضاف أن قناة السويس نجحت في اتخاذ خطوات جادة نحو الارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية المقدمة، وإضافة حزمة من الخدمات الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل أبرزها خدمة الصيانة والإصلاح وتبديل الأطقم والإسعاف البحري، والتزود بالوقود، وذلك ضمن رؤية طموحة تستهدف تلبية متطلبات العملاء وتنويع مصادر الدخل.
