معاناة تحت سماء ملوثة: مصنع لتدوير مخلفات الدواجن يهدد صحة 40 ألف نسمة بالفيوم
تئنُّ أكثر من 7 قرى بمركز طامية وهي، عزبة الجبل، السبعين، وأبو شيكة، ودوار الوبور، والسحابة، والمتين، والتفتيش، والأربعين التابعة للوحدة المحلية لقرية العزازية، بمركز طامية في محافظة الفيوم، تحت وطأة كارثة بيئية وصحية تهدد حياة أكثر من 40 ألف نسمة من سكان 7 قرى مجاورة. ففي قلب عزبة الجبل، يقف مصنع لتدوير مخلفات الدواجن، يحمل في طياته معاناة يومية ومخاوف مستقبلية من أمراض لا حصر لها، في ظل صمت المسؤولين وتجاهلهم لنداءات الأهالي المتكررة.
روائح خانقة وأمراض متفشية
يُطلق المصنع، الذي يعمل بشكل مكثف خلال ساعات الليل، روائح كريهة وغازات سامة تملأ أجواء القرية على مدار الساعة، وتحوّل سماءها إلى سحابة من التلوث.
يصف أحد الأهالي، المعاناة قائلا: نحن نعيش في بيئة غير آدمية الروائح الخانقة تسبب لنا ضيقًا في التنفس، خاصة للأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض صدرية. لا نستطيع فتح نوافذ منازلنا، وكأننا محبوسون في سجن من التلوث.
وتشير العديد من الشكاوى التي تقدم بها الأهالي إلى تزايد حالات الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية، التي يربطها الأطباء في المنطقة بشكل مباشر بالملوثات الناتجة عن المصنع "انتشار الذباب والحشرات المزعجة بشكل غير طبيعي زاد الطين بلة"
تدمير للمحاصيل الزراعية
لم تقتصر الأضرار على صحة الإنسان فحسب، بل امتدت لتطال سبل عيش الأهالي ومصدر رزقهم الأساسي، وهو الزراعة، فقد أكد مصطفى كامل أن القائمين على المصنع يقومون بإلقاء مخلفات المصنع السائلة في مياه الري بشكل عشوائي، ما أدى إلى تلوث الترع والقنوات المائية، وفساد المحاصيل الزراعية بشكل كامل، وأن هذه الممارسات غير المسؤولة تهدد بالقضاء على الزراعة في المنطقة وتكبيد المزارعين خسائر فادحة.
صرخات مستمرة بلا صدى
يؤكد الأهالي أنهم تقدموا بأكثر من شكوى للوحدة المحلية لقرية العزازية، التي يتبعها المصنع، لوقف هذا الانتهاك البيئي والصحي، لكن دون جدوى “شكاوانا تُقابل بالتجاهل”.
يقول عيد عثمان كأن صحتنا وحياتنا ليست ذات أهمية. نحن نطالب المسؤولين في المحافظة بالتحرك السريع ووقف هذا المصنع الذي بات يمثل خطرًا حقيقيًا علينا وعلى أجيالنا القادمة.
هذا التقرير هو صرخة استغاثة أهالي عزبة الجبل والقرى السبع المجاورة، أملًا في أن تصل إلى آذان صاغية، وأن يتدخل المسؤولون لإنهاء هذه المعاناة، وإغلاق المصنع الذي حول حياتهم إلى جحيم، وإنقاذ 40 ألف نسمة من خطر بات يهددهم في عقر دارهم.
معاناة تحت سماء ملوثة: "مصنع تدوير المخلفات" يهدد صحة 40 ألف نسمة بالفيوم








