ذات.. رواية لـ صنع الله إبراهيم أصبحت أيقونة وحقق مسلسلها نجاحًا كبيرًا
رحل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، منذ قليل عن عالمنا، حيث يُعد أحد أبرز رواد الرواية العربية المعاصرة، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا حافلًا شكّل علامة فارقة في المشهد الثقافي.
عُرف صنع الله إبراهيم بأسلوبه الواقعي الجريء وقدرته على التقاط التحولات السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، ليقدّم أعمالًا كانت بمثابة شهادات فنية على مراحل تاريخية مهمة.
أعمال صنع الله إبراهيم الرواية
أثرى صنع الله إبراهيم المكتبة العربية بعدد كبير من الروايات التي حظيت بانتشار واسع ونالت إعجاب النقاد والجمهور.
ومن أبرز أعماله: إنسان السد العالي 1967، نجمة أغسطس اللجن بيروت بيروت وذات التي تحولت لمسلسل شهير بعنوان بنت اسمها ذات عُرض في رمضان 2013، كما قدّم روايات لاقت صدى كبير مثل شرف، وردة، أمريكانلي، العمامة والقبعة، القانون الفرنسي، الجليد، برلين.
تُعد رواية ذات التي صدرت عام 1992 واحدة من أهم وأشهر أعمال صنع الله إبراهيم، إذ قدّم من خلالها صورة بانورامية للمجتمع المصري على مدار عقود، عبر حياة البطلة ذات، التي تعيش تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية متلاحقة، بدءًا من السبعينيات وحتى مطلع الألفية، بأسلوبه الواقعي الممزوج بالسخرية، رصد الكاتب تفاصيل الحياة اليومية للمصريين، وتغير أنماط المعيشة، وانعكاس الأحداث الكبرى على حياة الأفراد.
في عام 2013، تحولت الرواية إلى مسلسل تلفزيوني ناجح بعنوان بنت اسمها ذات، قامت ببطولته نيللي كريم وباسم سمرة، وحقق جماهيرية واسعة نظرًا لعمق قصته وقربها من وجدان المشاهد، مما أعاد الرواية إلى دائرة الضوء بعد أكثر من عقدين على صدورها.
إسهامات في القصة القصيرة
لم يقتصر عطاؤه على الرواية، بل قدّم أيضًا أعمالًا في القصة القصيرة، كان أبرزها: تلك الرائحة (1966)، الثعبان، أرسين لوبين، وأبيض وأزرق.
وقد جسدت هذه الأعمال روح المرحلة، وعكست اهتمامه العميق بتفاصيل الإنسان وهمومه.
إرث باقٍ
بجرأته الفكرية وعمقه الإنساني، ترك صنع الله إبراهيم إرثًا أدبيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة القراء والباحثين، وأعمالًا تشهد على التزامه بقضايا مجتمعه وحرصه على توثيق الواقع بصدق ووعي.
