نتن نياهو وحمل غير شرعي لميلاد إسرائيل الكبرى
في زمنٍ تتسابق فيه الشعوب لتحقيق أحلام التنمية والنهضة، يخرج علينا بنيامين نتنياهو، المعروف شعبيًا بـ نتن نياهو، حاملًا بين يديه مشروعًا أشبه بكتاب خيال سياسي أسود، يصرّ على تحقيق ما يصفه بـالحلم التاريخي لكنه في حقيقة الأمر الكابوس الأبدي للعرب، والمسمّى بميلاد إسرائيل الكبرى.
نتنياهو، الذي يتقن فن البقاء في السلطة أكثر من إتقانه لأي فن آخر، يحاول أن يرسم خرائط جديدة للمنطقة وكأنها لوحة شطرنج، لكن الفارق أن بيادقه ليست خشبية بل أوطان وشعوب.
يروّج لمخططه وكأنه مشروع حضاري، بينما هو في جوهره عملية ابتلاع ممنهجة لكل ما يمكن أن يُبتلع من الأرض والهوية والذاكرة.
وبينما ينام البعض على وسادة الأماني، ويكتفي آخرون بمشاهدة الأخبار كأنها مسلسل ترفيهي، يواصل نتنياهو غزل خيوط مشروعه ببرود الأعصاب، متكئًا على دعم أمريكي غير محدود، وصمت عربي مريب، وحالة انقسام فلسطيني مؤسفة.
المفارقة المضحكة المبكية أن إسرائيل الكبرى التي يحلم بها نتنياهو، لن تكبر إلا على حساب تصغير أحلام العرب، ولن تولد إلا إذا ماتت الإرادة، وتيبست المواقف، واستُبدل الحق بالمساومة.
لكن، ورغم كل ذلك، يظل السؤال مفتوحًا هل سيسجّل التاريخ أن العرب شاهدوا ميلاد هذا الكابوس ووقفوا متفرجين؟ أم أن صفحة جديدة ستُكتب، حيث يسقط المشروع قبل أن يصرخ أول صرخة ميلاد؟
هذا ما يتمناه النتن ولكن أين إرادة الشعوب العربية والإسلامية.


