السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

تخفيف الأحمال ليس دائمًا كهرباء

السعيد حمدي
مقالات
السعيد حمدي
الجمعة 15/أغسطس/2025 - 09:01 ص

لم تعد الأخطار التي تحيط بالمنطقة مجرّد تحليلات سياسية أو سيناريوهات متخيلة، بل صارت وقائع ماثلة أمامنا تتكشف يومًا بعد يوم. 
المشهد الإقليمي يزداد سخونة، والتوترات الأمنية تتصاعد، والصراعات المسلحة تضرب أكثر من جبهة، وفي خضم ذلك، خرج رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ليعلن على الملأ رؤيته لما يسميه "حلم إسرائيل الكبرى"، في تصريح لا يخفى فيه التوسع والهيمنة، يشمل كامل فلسطين، وأجزاء من لبنان وسوريا والأردن، بل وحتى مساحات من مصر.

هذه ليست كلمات عابرة، بل رسالة واضحة مفادها أن المخطط أكبر من مجرد حرب هنا أو معركة هناك، وأن أمن دول المنطقة، وعلى رأسها مصر، بات جزءًا من حسابات مباشرة في عقل قادة الاحتلال. 
وهو ما يفرض علينا إدراك أن خطوط الخطر قد تلامس حدودنا في أي وقت، وأن أي ارتخاء في الجبهة الداخلية سيكون ثغرة تُستغل قبل أن نشعر.

في مثل هذه الظروف المرتبكة والمشاهد الضبابية، تصبح الجبهة الداخلية هي خط الدفاع الأول.. نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من التماسك، وإلى تعزيز روح الانتماء الحقيقي، بل إعادة زرعها حيث فُقدت لدى كثيرين بكل أسف. 
ولن يتحقق ذلك إلا عبر "تخفيف الأحمال" عن كاهل المواطن، لا عن شبكة الكهرباء، وذلك باتخاذ إجراءات عاجلة، وسريعة، وحقيقية، تُشعر الناس بحدوث تغيير لصالحهم، لا العكس.

الناس اليوم مثقلة بالهموم؛ فهناك حديث بين التجار والمواطنين عن زيادات كبيرة متوقعة في الأسعار، وعن رفع جديد لأسعار الكهرباء بعد الزيادات الأخيرة التي أرهقت البيوت، ولا أحد يعرف على وجه اليقين مدى صحة هذه الأخبار ولا أعرف مصدرها، لكن المؤكد أن أي موجة ارتفاع جديدة ستكون بمثابة صدمة كبيرة، وربما كارثة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة وتخفيف الضغوط.

إن من يراهن على صبر الشعوب عليه أن يتذكر أن ردود أفعال الناس لا يمكن التنبؤ بها بدقة، وأن التاريخ مليء بالمفاجآت التي وقعت في لحظات كان يبدو فيها كل شيء هادئًا.

لذلك، فإن من يحب هذا البلد ويتمنى له الاستقرار والتماسك، عليه أن يوجه هذه النصيحة إلى كل مسؤول فيه، حتى أعلى المستويات: خففوا الأحمال عن المواطن، وأزيلوا ما يمكن من أسباب الضيق، فعندما تطول فترة الصبر غالبا يتحول إلى كفر ومعصية وقنوت وذلك مالا يجب الوصول إليه أبدا في ظروف نحتاج فيها إلى تحقيق أعلى درجات الاستقرار الداخلي.

تابع مواقعنا