عيد وفاء النيل.. قطاع المتاحف يحتفل بالماء شريان الحياة عبر العصور
يحتفل قطاع المتاحف بمصر بعيد وفاء النيل، تكريمًا للنهر الخالد الذي شكل على مدار آلاف السنين شريان الحياة والحضارة المصرية. وقد وصف الأدب المصري القديم النيل قائلًا: كل من يرى النيل في فيضانه تدب الرعشة في أوصاله، أما الحقول فهي تضحك وأما الشواطئ فتكسوها الخضرة، هو الذي يذهب ويأتي في وقته، الذي يحضر الأكل والمؤن، رب الماء الذي يجلب الخضرة ويتفانى الناس في خدمته.
عيد وفاء النيل.. قطاع المتاحف يحتفل بالماء شريان الحياة عبر العصور
وقالت إدارة قطاع المتاحف في بيان لها، إن المصري القديم ارتبط بالنيل ارتباطًا وثيقًا، فهو لم يكن مجرد مجرى مائي، بل رمز للحياة والبقاء والخير، ومصدر رزق وإلهام وإبداع، وأطلقوا عليه اسم "إيترو عا" أي النهر العظيم.
ويمتد الاحتفال بعيد وفاء النيل إلى معتقداتهم القديمة، حيث اعتقدوا أن سبب فيضان النيل هو دموع المعبودة إيزيس حزنًا على زوجها أوزيريس، فاحتفلوا ببدء الفيضان مع ميول مياه النيل للاخضرار، واستمر الاحتفال حتى اكتمال الفيضان في أغسطس مع فتح السدود والقنوات وغمر الأراضي الزراعية.
وكان للنيل مكانة دينية خاصة، فلقب بـ"أبي الآلهة"، وجُسّد في المعبود حابي الذي نُقشت صوره على جدران المعابد والمقابر، حيث يظهر حاملًا نباتات مائية وأوانٍ للماء رمزًا للفيضان والخصب والنماء، وقد قدسه الإغريق أيضًا في صورة المعبود نيلوس، حاملًا سنابل القمح وقرن الوفرة، ويظهر محاطًا بأطفال يرمزون لتجدد الحياة والشباب، وبطنه الممتلئة تدل على الرخاء الذي يجلبه الفيضان.
وفي العصر الإسلامي، حرص ولاة مصر على متابعة الفيضان، فأنشأوا مقياس النيل لقياس ارتفاعه بدقة، ويستمر هذا المقياس في جزيرة الروضة بالقاهرة حتى اليوم، ليشهد على أهمية النيل المستمرة عبر العصور ودوره الحيوي في حياة المصريين.
