مرمم أثري: المومياوات المصرية إرث لا يُقدر بثمن وحمايتها مسؤولية علمية وأخلاقية
قال الباحث الأثري أحمد وليد، أخصائي ترميم وصيانة الآثار، إن المومياوات المصرية تمثل أحد أعظم شواهد براعة المصريين القدماء في علوم التحنيط والحفظ، وتحمل قيمة تاريخية وإنسانية لا تُقدّر بثمن، ما يجعل الحفاظ عليها مسؤولية علمية وأخلاقية كبرى.
المومياوات المصرية إرث لا يُقدر بثمن وحمايتها مسؤولية علمية وأخلاقية
وأضاف الباحث الأثري خلال تصريحات لـ القاهرة 24، أن عملية ترميم المومياوات تبدأ بمرحلة التوثيق والفحص الشامل، وتشمل الفحص البصري لرصد الشقوق أو الكسور وأي علامات للتلف الميكانيكي أو آثار الحشرات والمسببات الميكروبية، إلى جانب استخدام وسائل التصوير العلمي مثل الأشعة السينية (X-ray) والأشعة المقطعية (CT-Scan) لفحص حالة العظام والأنسجة الداخلية، والفحص الميكروسكوبي والتحليل الكيميائي لتحديد مكونات مواد التحنيط ونوع الألياف الكتانية المستخدمة، فضلًا عن التوثيق الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد لتسجيل التفاصيل الدقيقة ومتابعة أي تغيرات بمرور الوقت.
وأشار وليد إلى أن ترميم وحفظ المومياوات ليس عملًا فنيًا أو تقنيًا فقط، بل هو التزام أخلاقي تجاه التراث الإنساني، يستوجب احترام البعد الديني والإنساني لهذه البقايا، والالتزام بالمواثيق الدولية مثل ميثاق البندقية وميثاق اليونسكو، لضمان بقاء هذه الكنوز شاهدة على تاريخ مصر العريق للأجيال القادمة.
وتابع: عمليات الترميم تبدأ بالتنظيف الميكانيكي الجاف باستخدام فرش ناعمة أو أجهزة شفط منخفضة الضغط لإزالة الأتربة السطحية، مع تجنب استخدام المياه أو المذيبات إلا بعد التأكد من ثبات المواد. وتليها مرحلة التثبيت باستخدام مواد متوافقة مثل (Paraloid B-72) بتركيزات منخفضة، تُحقن في مناطق التشقق دون التأثير على الشكل الأصلي، وأحيانًا إصلاح الأجزاء المنفصلة من الكتان أو الأحزمة بخيوط كتانية مشابهة للأصل. كما تشمل التدخلات مكافحة الحشرات أو الفطريات عبر المعالجة بالتبريد أو استخدام الغازات الخاملة كـ"النيتروجين"، وهي تقنيات تحافظ على المظهر والخواص الأصلية.


