سفير الهند: نؤيد إقامة دولة فلسطينية ونثمن جهود القاهرة.. وخلال 79 عامًا أصبحنا رابع اقتصاد عالميًا وهذا موقف الاستثمار بمصر | حوار
في ظل احتفالات الهند بعيد استقلالها الـ 79، تتجلى ملامح علاقة متميزة تجمع بين القاهرة ونيودلهي، علاقة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية لتصل إلى شراكة استراتيجية حقيقية في مجالات الاقتصاد، الطاقة، التكنولوجيا، والسياسة.
سفير الهند لدى القاهرة: نؤيد إقامة دولة فلسطينية ونثمن جهود مصر
وفي حوار خاص لـ القاهرة 24 مع سفير الهند لدى القاهرة، سوريش ريدي، نستعرض كيف ترى الهند هذه المناسبة الوطنية، وماذا حققت من إنجازات منذ الاستقلال، إلى جانب تقييمه للعلاقات الثنائية المتنامية مع مصر، التي باتت نموذجًا للتعاون البنَّاء بين دولتين تمتلكان تاريخًا عريقًا وطموحات مستقبلية واعدة.
من الاستثمارات الهندية في مصر، إلى التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية، وصولًا إلى رؤية الهند للتنوع المجتمعي، يكشف السفير الهندي عن آفاق جديدة للتعاون، ويبعث برسائل أمل وثقة إلى الشعبين المصري والهندي في هذه المناسبة التاريخية، وإلى نص الحوار:
كيف ترى احتفال اليوم بعيد الاستقلال الـ79 للهند.. وتأثير ذلك على شعبكم؟
نحن اليوم لا نحتفل فقط بعيد استقلال الهند، ولكن نحتفل أيضا بما حققته الهند على مدار 79 عاما منذ استقلالها، فالهند منذ الاستقلال واجهت العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان لديها العديد من القضايا التي كان لا بُد لها أن تواجهها منها عدد سكان الكبير، بينما اليوم يعد الاقتصاد الهندي هو رابع أقوى اقتصاد على مستوى العالم، وبنهاية العام المقبل ستكون الهند ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وقد حققت ثورة في مجال التكنولوجيا بصورة كبيرة، فنحن اليوم نحتفل بالنجاحات التي حققناها منذ الاستقلال وحتى وقتنا الحالي.
كيف تقيّمون العلاقات بين القاهرة ونيودلهي.. ورغبة الشركات الهندية في الاستثمار بمصر؟
شهدت العلاقات المصرية الهندية تقدمًا كبيرًا، وخاصة في مجال الاقتصاد على وجه التحديد، فالعلاقات الاقتصادية بين مصر والهند علاقات قوية جدا، وهناك شراكة كبيرة بيننا، كما أن هناك أكثر من 55 شركة هندية تستثمر في مصر باستثمارات بلغت 4.5 مليار دولار أمريكي، وتوظف الشركات الهندية أكثر من 45 ألف مصري بصورة مباشرة، وأكثر من 50 ألف وظيفة بصورة غير مباشرة، وهذا عدد كبير جدا من الوظائف التي توفرها الشركات الهندية، وأيضا هناك استثمارات جديدة واعدة في الفترة المقبلة في مجال الطاقة المتجددة فهناك شركتان هنديتان تبحثان هذا الأمر مع الجانب المصري، كما أن هناك شركات في مجال الأسمدة، وترى الهند أن الاقتصاد المصري ديناميكي ورائع.
وبالنسبة للعلاقات السياسية فتلك العلاقات متميزة، وهناك شراكة استراتيجية بين البلدين، والرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بينهما علاقة سياسية قوية، وتنمو هذه العلاقات بصورة متميزة، كما أن هناك شراكات جديدة مع الجانب المصري في مجالات الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات.
موقف الهند من التطورات في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية.. وكيف ترى الدور المصري؟
إننا نقدر الجهود التي تبذلها مصر فيما يتعلق بتسوية الأمر في قطاع غزة، وما تبذله أيضا في الوساطة، من أجل وقف إطلاق النار بالقطاع، فالهند تؤيد دائما وأبدًا تطلعات الشعب الفلسطيني، فالهند اعترفت بدولة فلسطين عام 1988، وتؤمن أيضًا بحل الدولتين، كما أن الهند تدعم العديد من المشروعات في فلسطين، وتقدم دعمًا ماليًا لمنظمة الأونروا بصورة سنوية.
ما الرسالة التي توجهها للشعبين المصري والهندي في هذا الاحتفال؟
أهنئ الجالية الهندية في مصر بمناسبة الاحتفالية، وعلى ما حققناه سويا بصفتنا أبناء الهند من نمو بصورة قوية جدا، فالهند أصبحت دولة رائدة تصل إلى القمر، وستصبح ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم، ورائدة أيضا في التكنولوجيا، وكل طبقات المجتمع المصري شاركت في هذا النجاح، ما انعكس على حياة الشعب الهندي بصورة كبيرة.
وبالنسبة لرسالتي للأصدقاء في مصر، فما نراه اليوم ثمار بداية الشراكة بين الهند ومصر، لكن هناك إمكانيات واعدة مع نمو الاقتصاد الهندي، وأرى أن المستقبل مشرق لتحقيق مزيد من التعاون.
كيف تتعامل الهند مع التنوع في المجتمع واختلاف الأديان؟
الهند قارة كبيرة وليست شبه قارة فقط، ولدينا تنوع كبير، كان السبب فيما حققته الهند في العديد من القطاعات، فلدينا العديد من المواهب العديدة، ونحتفل بهذا التنوع الذي أثمر الوحدة بين الشعب الهندي.


