تفشي دودة «آكلة لحوم البشر» يهدد الثروة الحيوانية في المكسيك.. والمربّون يدقون ناقوس الخطر
طالب مربو الماشية في ولاية تشياباس المكسيكية الحكومة الفيدرالية باتخاذ خطوات عاجلة لوقف تهريب الماشية عبر الحدود الجنوبية مع غواتيمالا، بعد تفشي دودة حلزونية آكلة للحوم البشر تهدد الثروة الحيوانية وتكبّد القطاع خسائر فادحة، بحسب ما أفادت به وكالة "رويترز".
دودة قاتلة تتسلل بصمت
تُعرف هذه الآفة باسم الدودة الحلزونية، وهي تضع يرقاتها في أجساد الحيوانات الحية، مسببة جروحًا عميقة قد تؤدي إلى الوفاة، ظهرت الحالات الأولى في المكسيك منذ نوفمبر الماضي، وسجلت البلاد أول وفاة بشرية بسبب الإصابة بها في يوليو الماضي، وكانت لسيدة مسنّة مصابة بالسرطان.
وخلال أسبوع واحد فقط في نهاية يوليو، تم تسجيل أكثر من 30 إصابة بشرية، ما أثار القلق في الأوساط الصحية والبيطرية.
يرى مربو الماشية أن تهريب الحيوانات المصابة أو المسروقة من أمريكا الوسطى، دون أي رقابة صحية، هو السبب الرئيسي في انتشار الدودة، حيث يُقدّر عدد رؤوس الماشية التي تدخل المكسيك بطرق غير قانونية بأكثر من 800 ألف رأس سنويًا. وغالبًا ما ترتبط هذه الأنشطة بعصابات الجريمة المنظمة.
لم تقتصر تداعيات الأزمة على الداخل المكسيكي، بل امتدت إلى الولايات المتحدة، التي أغلقت حدودها أمام استيراد الماشية المكسيكية منذ مايو الماضي، وهذا القرار تسبب في خسائر شهرية تُقدّر بما بين 25 إلى 30 مليون دولار لقطاع اللحوم المكسيكي، وأسهم في رفع أسعار اللحوم في السوق الأمريكية.
وتواجه الحكومة المكسيكية مهلة ثلاثة أشهر للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن لتفادي فرض رسوم جمركية إضافية قد تزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية.
حلول حكومية مؤجلة
ردًا على التهديد، أعلنت الحكومة المكسيكية عن مشروع مصنع بقيمة 51 مليون دولار لإنتاج ذباب دودة حلزونية عقيمة، وهي تقنية تهدف إلى تقليص أعداد الديدان والحد من انتشارها، والمشروع يحظى بدعم مالي أمريكي، لكن من المتوقع ألا يبدأ تشغيل المصنع حتى عام 2026.
في الوقت نفسه، كثفت السلطات جهود التوعية، وبدأت في تقديم علاجات مجانية للمربين، كما أكدت أن لحوم الحيوانات المصابة لا تشكل خطرًا على المستهلكين، في محاولة لطمأنة السوق المحلي والدولي.


