السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حزب الله مجددا

الجمعة 15/أغسطس/2025 - 10:53 م

 المنطقة تتجه نحو تصعيد جديد على ما يبدو، وكل الشواهد تشي بذلك، ولا مؤشرات على استقرار الأوضاع في القريب المنظور، ورغم التغيرات التى شهدتها جبهات الصراع مؤخرًا، التي وصلت ذروتها بسقوط نظام بشار الأسد واغتيال رموز المقاومة في فلسطين ولبنان وقصف المفاعلات النووية الإيرانية، إلا أن الأحداث لا تزال ساخنة، وتنبئ بمزيد من المواجهات.

  التطورات قادمة هذه المرة من لبنان، ويقودها حزب الله الذي اتهم حكومة نواف سلام بتسليم لبنان لإسرائيل، رافضا التنازل عن سلاحه، ومعربا عن استعداده لخوض معركة الحفاظ عليه مهما كانت عواقبها، ومحذرا من حدوث حرب أهلية تقتلع الأخضر واليابس في لبنان الذي لم تندمل جراحه بعد.

  هذا التصعيد لا يمكن فصله بالطبع عن ما يجري على جبهات الصراع الأخرى، وربما تقف ورائه طهران التي تخوض حربا غير مباشرة مع إسرائيل، تستنزفها بها عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وتعوض بها خسائرها في حرب الإثني عشر يوما التي شنتها عليها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، واستبقت تصريحات أمين الحزب نعيم قاسم بإعلان رفضها هي الأخرى وبشكل علني وصريح  تسليم حزب الله لسلاحه وكأنه أحد مكوناتها السياسية والعسكرية، وهو ما اعترض عليه لبنان بشدة متهما إيران بانتهاك سيادته، وزيادة مساحة الاستقطاب داخله.
 إيران تعتبر محور المقاومة، كنزها الاستراتيجي، وورقتها الرابحة لخوض معركتها مع إسرائيل، بدون مخاطر التكلفة المباشرة للحرب، ولن تتنازل عن هيمنتها عليه.


 لكن لماذا لا تكون مخاوف الحزب هذه المرة، تتكيء على مبادئ عقائدية، وتنطلق من أرضية وطنية، خاصة عند ربطها بحديث رئيس وزراء دولة الكيان عن فكرة إسرائيل الكبرى، الراسخة في وجدانه، وتجسد عقيدته الروحية والسياسية هو وأجداده وأسلافه، على اعتبار أنها تتضمن اقتطاع أجزاء من الأراضي اللبنانية وضمها إلى دولة الكيان؟

 إيران وإسرائيل تطلان مجددا من خلفية المشهد إذن، وتحركان الأحداث على الساحة باتجاه تصعيد آخر، لا أحد يعلم ماذا سيأخذ في طريقه هذه المرة.

لكن هل حزب الله لملم جراحه واستعاد قوته وأصبح قادرا على لجم أطماع إسرائيل؟ وهل هو قادر على حماية سلاحه بالأساس أو حتى استخدامه في هذه المعركة الممتدة منذ وجود إسرائيل في المنطقة؟

حتى الآن الأراضي اللبنانية مستباحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لايزال قادرا على اصطياد عناصر الحزب من وقت لآخر.

وماذا عن إسرائيل هل ستكتفي بالغارات التي تشنها من حين لآخر على معاقل الحزب، واصطياد عناصره كلما سنحت لها الظروف، أم تنجح في إقناع الولايات المتحدة بشن ضربة أخرى ضد ايران، تكون أكثر فتكا هذه المرة وتقطع بها أذرعها للأبد؟

لا إجابة حاسمة لهذا السؤال لتبقى المنطقة مهيأة لكل السيناريوهات.

تابع مواقعنا