تيمور تيمور لم يمت.. سيظل للأبد
هناك موت يشبه الحياة، ورحيل لا يليق أن يُسمى رحيلًا.
تيمور تيمور غادر جسدًا، لكنه ترك وراءه حكاية أكبر من أي فيلم، وأعمق من أي مشهد صُوِّره يومًا.
كان أبًا قبل أن يكون مدير تصوير، كان قلبًا قبل أن يكون عينًا خلف الكاميرا.
حين واجه الموج، لم يتردد، لم يفكر، لم يسأل، اندفع لينقذ ابنه، ونجح.
نجح لأنه أب، ولأنه لا يعرف إلا أن يكون جدارًا بين ابنه والموت، لكن الجدار هذه المرة سقط، وسقط بشرف.
غاب جسده تحت الماء، وبقي اسمه فوق الأرض، بقي في ذاكرة الوسط الفني، بل في ذاكرتنا كلنا، وبقي في دموع كل من عرفه، بقي في ضحكة ابنه الذي يعيش لأنه كان له أب اسمه تيمور.
الأبطال الحقيقيون لا يسيرون على السجادة الحمراء، ولا يرفعون الجوائز، الأبطال الحقيقيون يغادرون بصمت، ويتركون خلفهم قصة تُروى للأبد.
تيمور لم يمت.
تيمور صار معنى، صار رمزًا، صار أبًا لكل الحكايات التي تبدأ بكلمة "تضحية".
لكن الحكاية مش مجرد قصة أب أنقذ ابنه.
الحكاية أوسع.
الحكاية درس عن معنى الوجود نفسه.
إحنا بنفتكر إننا عايشين بالصدفة، أو بنجري وراء تفاصيل صغيرة.
لكن تيمور علمنا إن القيمة الحقيقية مش في طول العمر، بل في لحظة صدق، لحظة تختار فيها غيرك قبل نفسك، لحظة يتحول فيها الإنسان إلى معنى أكبر من جسده.
وجود تيمور ما انتهاش في البحر، وجوده اتحول إلى نور يفضل يلمع في عين كل أب، وكل أم، وكل إنسان بيحط غيره قبله.
الوجود الحقيقي مش إنك تفضل موجود.. الوجود الحقيقي إنك تسيب أثر يفضل بعدك.
وتيمور.. ترك لنا الأثر.
وترك لنا الدرس.
وترك لنا المعنى.
