أرباح الشركات الكبرى تعوّض تأثير الرسوم الجمركية وتدفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للقمة
يواصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 صعوده ليحقق أرقامًا قياسية جديدة، متحديًا بذلك المخاوف التي أثارتها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تراجع حاد في الأسواق العالمية خلال شهر أبريل الماضي، عاد المؤشر ليقفز بقوة، متجاوزًا أعلى مستوى وصل إليه في فبراير الماضي بأكثر من 5%، ومرتفعًا بنحو 10% منذ بداية العام.
أرباح الشركات الكبرى تعوض تأثير الرسوم الجمركية وتدفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للقمة
على الرغم من أن الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ الثلاثينيات، وما نتج عنها من اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع في التضخم، إلا أن الشركات الكبرى حافظت على قوتها، وواصل الاقتصاد الأمريكي إظهار مرونة لافتة.
وحسب رويترز، قادت شركات التكنولوجيا العملاقة هذا الارتفاع بفضل النمو المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، مما عوض التراجع في قطاعات أخرى مثل الطاقة والصناعة، ووفقًا لبيانات "فاكت ست"، سجلت الشركات المدرجة في المؤشر نموًا في الأرباح تجاوز 10% للربع الثالث على التوالي.
ويقول ستيوارت كايزر، استراتيجي الأسهم في "سيتي غروب": يمكننا القول إننا تجاوزنا المرحلة الأصعب.
وضوح أكبر في التوقعات
وفي الربع الأول من العام، تجنبت الشركات تقديم توقعات مالية واضحة بسبب الغموض الذي أحاط بالسياسات التجارية لترامب، لكن في الربع الحالي، رفع أكثر من 40% من شركات S&P 500 تقديرات أرباحها، مقارنة بـ 17% فقط في الربع السابق.
ويرى المحللون أن هذا التحول يعكس ثقة أكبر لدى المديرين التنفيذيين ووضوحًا أكبر للوضع الاقتصادي.
ويؤكد نيلسون يو، رئيس الأسهم في "ألايانس برنستين" أن "موسم الأرباح الحالي بدّد كثيرًا من المخاوف".
توقعات هادئة لعام 2025
رفعت مؤسسات مالية كبرى مثل "سيتي غروب" و"بنك أوف أميركا" و"جولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" توقعاتها لأداء المؤشر بنهاية العام، لتتراوح بين 6.300 و6.600 نقطة، هذه التوقعات تعكس إغلاق المؤشر عند 6.469 نقطة الخميس الماضي، مما يشير إلى توقعات بتباطؤ وتيرة الصعود في الفترة المقبلة.
وفي المقابل، لم يلحق مؤشر "راسل 2000" الذي يضم الشركات الأصغر والأكثر حساسية للرسوم الجمركية، بارتفاع مؤشر S&P 500.
ورغم ذلك، أظهر تقرير التضخم الأخير أن تأثير الرسوم الجمركية لا يزال محدودًا، مما يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض الفائدة قريبًا، وإن كان بوتيرة أبطأ مما يأمل ترامب.


