الذكاء الاصطناعي يفتح نافذة جديدة على أسرار النقوش الرومانية.. ما القصة؟
طوّر باحثون من شركة جوجل ديب مايند، بالتعاون مع جامعات أوروبية، أداة مبتكرة تحمل اسم إينيس تعمل بالذكاء الاصطناعي، هدفها إعادة الحياة إلى النقوش اللاتينية القديمة التي تعرضت للتآكل عبر قرون.
الذكاء الاصطناعي يفتح نافذة جديدة على أسرار النقوش الرومانية
يُكتشف سنويًا ما يقارب 1500 نقش جديد في مناطق كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية، وهذه النقوش تتنوع بين شهادات عسكرية على البرونز، وإهداءات على الحجارة، ورسائل جدارية كُتبت قبل أكثر من ألفي عام، غير أن مرور الزمن ترك بصمته القاسية، إذ تآكلت أجزاء كبيرة من تلك النصوص، ما جعل تفسيرها مهمة شبه مستحيلة للباحثين.
واعتمد إينيس في تدريبه على أكثر من 176 ألف نقش من قواعد بيانات عالمية مثل روما وهايدلبيرج وكلاوس سلابي، ما مكنه من التعرف على الأنماط التاريخية والجغرافية واستكمال الأجزاء المفقودة بدقة عالية.
وتصل دقة الأداة إلى 73% عند غياب ما يصل إلى 10 أحرف، أما في النصوص الأكثر تضررًا، فتصل دقتها إلى 58%، كما يمكنها تحديد موقع النقش بدقة تبلغ 72% ضمن 62 مقاطعة رومانية قديمة.
انطباعات الباحثين
في التجارب الأولية التي شملت 23 متخصصًا، أكد 90% منهم أن اقتراحات "إينيس" كانت قيّمة ومثيرة للاهتمام، وأحد أبرز الأمثلة كان في دراسة نظام Res Gestae Divi Augusti الشهير، حيث قدّم الذكاء الاصطناعي تفسيرات زمنية دقيقة تتوافق مع الفرضيات العلمية المعروفة.
وتكمن أهمية هذه النقوش في أنها كتبها أناس من مختلف طبقات المجتمع الروماني، لتمنحنا لمحة مباشرة عن حياتهم اليومية، طموحاتهم، وحتى مشاعرهم.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي على خط الأبحاث، أصبح من الممكن أن نعيد قراءة التاريخ بعيون جديدة، ونستكشف أسرارًا ظلت غامضة لقرون طويلة.
