حلم ماسك في المريخ يتعثر مجددًا بسبب أزمة انقطاع ستارلينك.. ما القصة؟
تعرض مشروع ستارلينك، التابع لشركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك، لانقطاع واسع النطاق في خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، ما أثار موجة من الانتقادات والشكوك حول قدرة الشبكة على الوفاء بوعودها.
وبحسب موقع Downdetector، بدأت الأعطال في تمام الساعة 1:30 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين، حيث واجه المستخدمون بطئًا شديدًا وتقطعات متكررة وصولًا إلى انقطاع كامل للخدمة.
التأثير على مئات المدن وآلاف المستخدمين
الانقطاع شمل أكثر من 40 ألف مستخدم في الولايات المتحدة عند ذروته، وامتد إلى مدن كبرى مثل دالاس وسان فرانسيسكو وشيكاغو وواشنطن.
كما رُصدت مشكلات في أمريكا الجنوبية والمملكة المتحدة وأستراليا.
منظمة نت بلوكس المستقلة أكدت أن الاتصال تراجع إلى 32% فقط من مستواه الطبيعي عالميًا، قبل أن تبدأ الخدمة في التعافي تدريجيًا.
وكتب أحد المستخدمين الغاضبين عبر منصة X: شهدنا انقطاعات في الشهر الماضي تفوق ما حصل في السنوات الخمس الماضية مجتمعةً.
وتزايدت الانتقادات الموجهة للشركة، خصوصًا مع غياب تحديثات رسمية واضحة من "ستارلينك"، الأمر الذي اعتبره العملاء مصدرًا إضافيًا للإحباط.
التكاليف المرتفعة تزيد من الضغوط
تقدم "ستارلينك" نفسها كحل أساسي للمناطق النائية، لكن الخدمة ليست رخيصة؛ إذ تبلغ تكلفة الاشتراك السكني نحو 120 دولارًا شهريًا، بينما تصل أسعار باقات التجوال إلى 165 دولارًا. أما الأجهزة، فتُباع بحوالي 349 دولارًا إضافة إلى تكاليف الشحن.
هذا السعر المرتفع يجعل من الانقطاعات المتكررة مصدر قلق كبير للمستخدمين الذين يعتمدون عليها للعمل والدراسة والتواصل.
ماسك: ستارلينك تمول حلم المريخ
رغم الأزمات، لا يزال إيلون ماسك يربط بين أرباح ستارلينك وتمويل خططه لاستعمار المريخ. فقد صرّح سابقًا أن الشركة هي "المحرك المالي" لمشروعه الطموح، وأن بقاء البشرية يتوقف على التحول إلى كائن متعدد الكواكب.
ويتضمن تصوره مستقبلًا مستعمرة مكتفية ذاتيًا على سطح المريخ، مدعومة بأقمار "ستارلينك"، إضافة إلى شحنات الإمدادات وروبوتات "تسلا أوبتيموس.
المخاطر المستقبلية
تُقدّر قيمة ستارلينك السوقية بنحو 150 مليار دولار، لكن الانقطاعات الأخيرة أثارت مخاوف المستثمرين والمستخدمين على حد سواء بشأن استدامة النمو وموثوقية الخدمة.
وبينما يظل مشروع المريخ على رأس أولويات ماسك، فإن كل عطل في الخدمة يمثل تهديدًا مباشرًا ليس فقط لثقة العملاء، بل أيضًا لجدوى تمويل هذا الحلم الفضائي.
