مأساة إنسانية تهز القلوب.. سبب وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة أنا جعان
فارق الطفل الفلسطيني عبد الله أبو زرقة، البالغ من العمر خمس سنوات، الحياة مساء الإثنين في أحد مستشفيات، بعد صراع طويل مع المرض والجوع.
وعبد الله، الذي عُرف بعبارته المؤثرة أنا جعان، تحولت قصته إلى رمز لمعاناة الأطفال في غزة تحت الحصار ونقص الغذاء والدواء.
وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة أنا جعان
رحيل الطفل جاء نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية داخل قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تأخر علاجه وتدهور حالته الصحية، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة بعيدًا عن وطنه، بعد رحلة علاجية لم تكتمل.
وفي الوقت نفسه، ما زالت شقيقته الصغيرة حبيبة ترقد على سرير المرض في وضع حرج، إذ تعاني من تضخم في الكبد وتسمم في الدم وسوء تغذية حاد، وسط محاولات حثيثة لإنقاذ حياتها.
ووجّه الفلسطيني عمرو طبش من مدينة خانيونس مناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي والجهات الطبية المختصة، مطالبًا بسرعة التدخل لنقل الطفلة حبيبة إلى أفضل المستشفيات التركية لتلقي العلاج المناسب، محذرًا من أن التأخير قد يعني فقدانها أيضًا.
الجوع ينهش غزة والمجاعة تقترب
تشهد غزة أزمة غذائية غير مسبوقة مع تفاقم الحصار المفروض منذ مارس 2025، وسط عجز كبير في إدخال المساعدات الإنسانية. ووفق أحدث بيانات تصنيف مراحل الأمن الغذائي (IPC)، دخل نحو 470 ألف شخص مرحلة المجاعة الكاملة (IPC 5)، فيما يعاني ما يقارب مليون ونصف المليون إنسان من مستويات طوارئ غذائية خطيرة (IPC 4).
وكشفت تقارير أممية أن ما يزيد على 71 ألف طفل و17 ألف أم معرضون لسوء تغذية حاد وأمراض مهددة للحياة، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي وانعدام فرص العلاج.
ومن جانبها، أطلقت وكالات أممية مثل اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي نداءات عاجلة للتحرك، مؤكدة أن "الناس يموتون جوعًا بينما الغذاء محتجز على المعابر".
كما أشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن ثلاثة أرباع سكان غزة يعيشون بالفعل وضعًا غذائيًا حرجًا أو كارثيًا، حتى دون الإعلان الرسمي عن المجاعة. هذا الواقع المأساوي يفرض ضرورة تحرك دولي عاجل، عبر فتح المعابر الإنسانية وتوسيع عمليات الإغاثة وضمان توفير الغذاء والمياه والرعاية الطبية، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية.
