رحلة 6 سنوات.. مريم متعافية من سرطان الدم تروي قصتها المليئة بأمل ومعجزات
في أروقة المستشفيات تُكتب قصص كثيرة عن الألم والفقد، لكن هناك أيضًا صفحات تضيء وسط العتمة لتقول إن الأمل لا يموت.
بعد أكثر من 6 سنوات شاركت مريم رحلتها من التعافي من السرطان والتي بدأت في عمر الثانية عشرة عندما عانت الصغيرة مريم التي لم تشتكِ من أي أمراض مسبقًا بوعكة صحية حملت أعراضًا قد تُشخّص بأمراض شائعة، لكن التشخيص الدقيق كشف إصابتها بسرطان الدم (اللوكيميا)، أحد أخطر أنواعه وأكثرها عدوانية، الصدمة كانت كبيرة، لكن إيمان والدتها العميق وثقتها في شفاء ابنتها كانا أقوى من الخوف واليأس.
مريم متعافية من سرطان الدم تروي قصتها المليئة بأمل ومعجزات
منذ اللحظة الأولى، بدأت سلسلة أحداث وصفتها العائلة بـالمعجزات الأولى كانت منح الطبيب في معهد الأورام بالمنيا للأسرة خيار استكمال العلاج هناك أو الانتقال إلى مستشفى 57357، وهو أمر نادر.

وتروي مريم البالغة من العمر الآن 19 عام تفاصيل رحلتها لـ القاهرة 24: التجربة دي غيرت فيا كتير، بقيت صبوره بعرف اتحمل، إني بقيت قد المسؤولية، وبقيت طموحة جدا ان هوصل لأهدافي مهما أن كان أي العائق،وإني أكون رحيمة وعندي إحساس باللي حواليا، الناس بتصعب الأمور جدا، لكن مفيش أي حاجة صعبة على ربنا هو لأنه هو الرب شافي.
المعجزة الثانية تمثلت في قبول الطفلة فورًا في المستشفى وحجز سرير لها دون أي وساطة، رغم أن المرض كان قد انتشر بنسبة 75% خلال أقل من 15 يومًا. ومع أول جرعة علاج كيميائي، انخفضت النسبة إلى 30%.
من يوم دخولها المستشفى في 28 أكتوبر 2019، بدأت معركة طويلة مع الكيماوي وآثاره الجانبية المرهقة، لكنها أظهرت قوة تحمل مذهلة، وتحولت من طفلة لم تعرف الدواء من قبل، إلى محاربة تتلقى العلاج والدموع تفسح المجال لابتسامة أمل.
وأوضحت مريم: التجربة ما كنتش سهلة ومش ألطف حاجة بس أنا كنت واثقة إني هخف وده كان الأمل بالنسبالي لأني واخدة وعد من الرب بكده، في أي حاجة صعبة وأي وقعات كانت بتحصل كنت بقوم منها بسرعة لأني معايا وعد من ربنا.

خلال رحلة العلاج مرت بمراحل خطرة كادت تفقد فيها أعضاء أو تخضع لعمليات جراحية، لكنها كانت تتعافى فجأة وبشكل غير متوقع. وفي النهاية، ورغم توقع الأطباء حاجتها لزراعة نخاع، استعادت جينات جسدها قدرتها على إصلاح التلف دون تدخل جراحي، مشيرة: اللحظة اللي عرفت فيها إني مش محتاجة زرع نخاع، دي كانت أكتر لحظة انبسطت فيها.
خرجت من المستشفى في 16 أبريل 2020، لتبدأ مرحلة متابعة طويلة حرمتها من كثير من الأنشطة، حتى جاء يوم 13 أغسطس 2025، حين أعلنت إغلاق ملفها الطبي رسميًا في 57357، مؤكدة أن المرض لن يعود أبدًا.
وعبرت مريم عن امتنانها لعائلتها: عيلتي وبالأخص ماما وكنيستي كانوا داعمين بالصلاة وأحسن أحسن دعم ممكن حد يقدمه لحد دايما صلاتهم.
تعبر مريم أن رحلتها لم تكن فقط علاجًا طبيًا، بل شهادة حية على الأمل، والصبر، والإيمان بأن المعجزات ممكنة حتى في أصعب اللحظات، موضحة: الرسالة أنك متفقدش الأمل، لأن زمن المعجزات لسه ما انتهاش خليك واثق في ربنا، أنه بيشفي وان مافيش شئ مستحيل، خليك واثق انك هتخف وحط هدف قدامك، ودايما صلي لأن الصلاة بتحقق المستحيل.


