رئيس يغير ملابسه وقادة أوروبا جالسون أمامه.. كيف يغير ترامب الذوق العام دون المساس ببوتين؟
منذ بداية تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعالم بأسره يواجه سياسات وقوانين وقواعد جديدة وصفها البعض بالغريبة بل والمتطرفة، مثل الجمارك الجديدة التي قسمت ظهر غالبية دول العالم، ومثل فيديو غزة المثير للغضب للعرب والعالم وغيرها من القرارات التي أثارت جدلًا واسعًا، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار جدلًا من نوع آخر، وهو الجدل "الذوقي" و"البروتوكولي".
بدلة زيلينسكي
أثار الاجتماع الأول بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدلًا واسعًا لما احتوى اللقاء على حرب ومشادة كلامية رأى البعض بأنها أحرجت كييف سياسيًا وعسكريًا، إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، حيث سأل أحد الصحفيين زيلينسكي لماذا لا ترتدي بدلة؟، ليجيبه بأنه تعهد بعدم ارتداء بدلة حتى تتنهي الحرب، وهو ما ظهر من الرئيس الأوكراني منذ بداية الحرب الروسية أوكرانية في 2022.
وعقد بعدها زيلينسكي لقاءات عديدة مرارًا وتكرارًا مع مختلف الرؤساء والقادة حول العالم دون ارتداء بدلة، إلا أن صحفي البيت الأبيض أكد له أن عدم ارتداءه لبدلة أمر لا يليق، ليأتي زيلينسكي المرة التالية مرتديًا بدلة، ليأتيه التعليق من الصحفي ذاته: تبدو أنيقًا جدًا هذه المرة، ليرد الرئيس ترامب: نعم أخبرته بذلك أنا أيضًا.


ترامب وقادة أوروبا
المشهد الثاني وأحد أشهر المشاهد التي أثارت جدلًا بالمجتمع الدولي كافة، هي صورة ترامب أثناء اجتماعه بالرؤساء والقادة الأوروبيين خلال القمة أمريكية أوروبية من أجل أوكرانيا، والتي جلس فيها على كرسي مكتبه، ولم يجلس بجانب القادة الأوروبيين بل جلس جميع القادة أمامه في صورة مخالفة لجميع البروتوكولات الخاصة بالزيارات الرئاسية المتعارف عليها.
ويظهر ذلك إذا عُدنا للوراء لمشاهدة بروتوكول المستخدم على سبيل المثال بين جو بايدن الرئسي الأمريكي السابق، خلال اجتماعه بالقادة الأوروبيين، وهم جالسين جميعًا معًا.


بوتين وترامب رأس برأس
يعتبرا الوحيد الذي نجا من أي تغيير بروتوكولي أو ذوقي هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يتم تغيير معه أي شكل من أشكال البروتوكول المتعارف عليها، حتى لغة الجسد التي يلجأ لها الرئيس الأمريكي ترامب من أجل إثبات فوقية أمريكا على أي كيان آخر، لم تنجح مع بوتين.
ووفقًا لمحللي لغة الجسد لسكاي نيوز إنجليزية: "أثناء المصافحة، نرى أن بوتين حصل على المركز الأول، وفي مرحلة ما، سمح الرئيس الأميركي لنظيره الروسي بالتربيت على يده. ويقول الدكتور كوليت إنه على الرغم من أن هذا سمح لبوتين بوضع يده في الأعلى، مما يؤكد هيمنته على ما يبدو، أي أن ترامب لم يكون صاحب اليد الفوقية أمام بوتين، بل كان بوتين هو صاحب اليد العليا في كثير من الأحيان.

وبمجرد أن جلس ترامب وبوتين أمام الكاميرات، بدا بوتن أكثر هيمنة، وهو ما حققه من خلال انتشار أوسع من نظيره الأمريكي، حيث يقول الدكتور كوليت: "يميل الرجال المهيمنون للغاية إلى نشر أفخاذهم على نطاق واسع، إذا نظرت إلى الزاوية بينهما، عندما نقارن ترامب وبوتين، نجد أن بوتين يتمتع بانتشار أوسع بكثير، وبعبارة أخرى، يظهر هيمنة أكبر بكثير".



