الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

توافق في الرؤية بين القاهرة والدوحة

الأربعاء 20/أغسطس/2025 - 07:55 م

تأتي زيارة رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، إلى القاهرة ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعد محطة جديدة في مسار العلاقات بين مصر وقطر، ليس فقط على مستوى تعزيز التعاون الثنائي، وإنما أيضا في ضوء التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة.

من الواضح أن الطرفين باتا ينظران إلى علاقتهما باعتبارها ركيزة استقرار إقليمي، فالرئيس السيسي شدد على الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى آفاق أرحب، بينما أكد المسؤول القطري حرص بلاده على توسيع الاستثمارات المشتركة، هذه الرسائل تكشف عن إدراك سياسي متبادل بأن المصالح الاقتصادية والسياسية أصبحت متشابكة بشكل يصعب فصله عن أمن واستقرار المنطقة.

وتأتي القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات

أبرز ما ميز اللقاء هو التوافق الكامل بشأن تطورات قطاع غزة: وقف إطلاق النار الفوري، إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، الإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض التهجير أو إعادة الاحتلال، هذه المواقف لا تعكس فقط وحدة الرؤية المصرية، القطرية، بل تترجم أيضًا إحساسًا بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في الشرق الأوسط، ولعل الدعوة المصرية لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، تعطي إشارة واضحة إلى أن مصر تتحرك من خانة الوساطة إلى خانة صناعة المستقبل الفلسطيني.

دلالات إقليمية أوسع

اللقاء لم يتوقف عند فلسطين، بل تطرق إلى أزمات المنطقة الأخرى، مع تأكيد على الحلول السياسية واحترام سيادة الدول، وهذا التوافق يعكس تحولًا في العلاقة المصرية القطرية من مجرد تفاهمات ظرفية إلى شراكة استراتيجية في إدارة الملفات الإقليمية، بما يضع البلدين في موقع أكثر تأثيرًا على الخريطة العربية.

خلاصة المشهد

المغزى الأهم من اللقاء هو أن القاهرة والدوحة تدركان أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يُصنع إلا عبر تنسيق عربي مشترك، وأن مواجهة التحديات الدولية تتطلب بناء تحالفات واقعية تقوم على المصالح المشتركة، وعليه، فإن العلاقات المصرية القطرية، في هذه المرحلة، لا تقتصر على تحسين المناخ الثنائي فحسب، بل تمثل رسالة بأن العالم العربي قادر على توحيد جهوده للدفاع عن قضاياه وبناء مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

تابع مواقعنا